محمد إبراهيم الدسوقى

الحل السحرى للكفراوى

الإثنين، 02 يناير 2012 09:55 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من الواضح أن الكيل قد فاض لدى المهندس حسب الله الكفراوى وزير الإسكان الأسبق، مما دعاه لاقتراح حل سحرى يُنقذ مصر من عبث تصريحات ومواقف غير مسئولة من جانب الذين يتصارعون على المغانم من كافة الأطياف والتيارات المتزاحمة على احتلال صدارة المشهد السياسى. الحل المقترح من الكفراوى على غرابته يتسم بالبساطة وغير مكلف على الإطلاق، ويتمثل فى فرض عقوبة "الضرب بالجزمة" على من يلقى بتصريحات غبية من عينة من لا يعجبه تطبيق الشريعة الإسلامية عليه أن يرحل عنها، وطالب الكفراوى، خلال حوار معه على قناة دريم الفضائية، بتوقيعها أيضا على من يعرف هوية الطرف الثالث المتهم بتخريب البلد ويصمت عن كشفه.
إن تعاملت مع الاقتراح باستخفاف بصفته أنه انفعال لحظى لشيخ جليل كالكفراوى، فهذا شأنك ولك مطلق الحرية فيه، لكننى أحسبه تعبيرا يحمل مرارة، جراء غياب الرشد والوعى لدى الكثيرين ممن نشاهدهم طوال الوقت كضيوف فى البرامج الحوارية بالفضائيات المتكاثرة، ونقرأ تصريحاتهم النارية غير المقدرة للصالح العام فى صحفنا السيارة يوميا. وعندما تتنحى جانبا متأملا ما يدور من حولك من مهاترات ومعارك تعوق مسيرة التقدم والمصالحة الوطنية وإنقاذ الثورة من مؤامرة تبريدها، ستتوصل إلى أن الكفراوى كان محقا وستندهش من عدد المفترض وقوعهم تحت طائلة عقوبته المقترحة، بسبب معاناتهم من الانفلات فى تصريحاتهم.
فهل يجوز أن يخرج علينا من يدعو لإلهاب ظهورنا بعصا جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر؟ وكأننا تعافينا من مشكلاتنا كلها ولم يتبق سوى تقويم سلوكنا المعوج فى الشوارع والأماكن العامة. وهل من الجائز التحدث عن قرب تحقيق حلم الدولة الإسلامية العالمية ونحن لا ننتج ولا نصنع شيئا من مستلزمات حياتنا اليومية، ونبحث عن قروض من المؤسسات المالية الدولية؟ وهل يعتقد من يتحدثون بهذا الخصوص أنهم يزيدون قامة الدين الإسلامى، أن الإسلام سيحلق فى أعلى عليين، عندما نوفر قوت يومنا ويزيد إنتاجنا وقوتنا العسكرية وتختفى الأمية البغيضة من بلادنا، بعدها بإمكان المتحدثين أن يطلقوا حناجرهم للكلام عن الخلافة والأستاذية العالمية. خذ عندك كذلك الآلاف الذين يصرون على مخالفة القانون بالبناء بدون ترخيص، والبناء فوق الأراضى الزراعية التى تحولت إلى غابات قبيحة من الأسمنت، والاستيلاء على أراضى الدولة، وإقامة الأكشاك على الأرصفة المخصصة للمشاة، ونفر من المصريين كانوا حتى الأمس القريب يشكون من غياب دولة العدالة والقانون، فإذا بهم يحطمون المحاكم ويعتدون على الموجودين فيها لصدور حكم قضائى لا يعجبهم، فهل هذا سلوك أناس لديهم الحدود الدنيا من الحرص على تمتين وتقوية دولة المؤسسات المأمولة، لكى يحصل كل منا على حقه بالقانون وليس بالبلطجة والعنف.
وألا تتفق معى على استحقاق مشعلى الفتنة الطائفية الرجم وليس الضرب بالجزمة فقط، لأنهم بذلك يشعلون نارا لن تخمد بسهولة وستأخذننا إلى متاهات ومنعطفات تعصف بكيان الوطن وشعبه، والقاعدة تسرى على الطرفين المسلم والمسيحى، فالمصرى الحقيقى المحب لبلده يجب أن يكون خاليا من داء الطائفية الذى لا يلزمنا الآن ولا مستقبلا، وشكرا للمهندس حسب الله الكفراوى على اقتراحه صعب التنفيذ على الأقل فى وقتنا الراهن.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد عبد السلام محمود

مقال غير مقنع بالمره

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة