محمد بركة

لماذا رفض المشير أن يكون قمراً وأغنية وياسمينا؟

الخميس، 19 يناير 2012 04:23 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حكى الكاتب الصحفى عبدالله السناوى كيف انتحى ذات مرة جانبًا بالرئيس المخلوع هو والراحل العظيم الكاتب د.محمد سيد سعيد بعد أحد اللقاءات العامة، وقال الاثنان لمبارك إنه بإمكانه أن يدخل التاريخ لو فعل كذا وكذا، فما كان من العنيد العجوز إلا أن أعرض عنهما ونأى بجانبه قائلًا: «أنا موش عاوز أدخل تاريخ ولا جغرافيا»!
على النقيض، كان موقف المشير طنطاوى، حيث تسرّب كلام عن حديث أسّر فيه للمحيطين به عن رغبته فى دخول التاريخ كأول حاكم لمصر يسلم السلطة طواعيةً منذ عصر الفراعنة، فهل سيكتفى التاريخ بتحقيق أمنية القائد العسكرى صاحب المنصب الرفيع.. أم سيضيف إلى ذاكرة الأجيال القادمة ما يجعل المشهد أقل نقاءً؟ المؤكد أن المشير خسر محبة من حملوا أرواحهم على كفوفهم وخرجوا يطاردون حلمًا ورديًّا... هؤلاء الرومانسيون الذين لا يساومون على عطر محبوبتهم، ولا يعقدون الصفقات حين يتعلق الأمر بكحل عينيها.. كان بإمكان المشير أن يصبح الغصن الأخضر الذى تحط عليه عصافير الحرية.. والقمر الذى يرسل بأشعته الفضية لتضىء ملامح الغاضبين.. وطوق الياسمين الذى تعلقه فى نحورهن حرائر مصر.. والأغنية التى ينشدها كل من تقدموا بأوراقهم للالتحاق بأكاديمية الغضب النبيل.
كانت البداية عاطفية ساخنة: متظاهرون جعلوا من جنازير الدبابات فراشهم الدافئ، وعناق حار بين الأفرول الكاكى والجلابية، وصرخة مشتاقة إلى الحنو الأبوى تهتف: يا مشير يا مشير .. احنا ولادك فى التحرير.
فما الذى حدث وجعل الحليف خصما.. والشريك نقيضًا؟
لماذا تم حرق المخيمات وسحل المتظاهرات وفض الاعتصامات بالعنف وإحالة المدنيين للمحاكم العسكرية؟ لماذا يرفل رموز النظام البائد فى الوسائد الحريرية الناعمة، بينما النشطاء ملاحقون وإلى النيابة يُستدعون؟ لماذا تمت إزاحة الثوار من المشهد لتمتلئ أفواههم بالماء وهم يرون الطبخة تُعد على نار هادئة بين اللحية والكاب، والتركة تُقسّم بين الشيخ والجنرال؟
نلتقى الأربعاء القادم فى التحرير..








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

hamzawy

الحمد لله

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة