وائل السمرى

ثورة الصبار

الجمعة، 09 سبتمبر 2011 08:12 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من وسط تلال الكتب التى أنظر إليها بحسرة وأنا محروم من التهامها وجدت نفسى مستسلما لهذا الكتاب، معه مارست حنينى لأيام التحرير وعنفوانها ومناورات التظاهر وخططها، صفحة بعد صفحة وجدت نفسى أكاد أشعر بلسعة برد يناير، وسريان الدفء فى الأطراف بعد انسحاب سريع مفاجئ فى مناورات الكر والفر.

تأخذنى الصفحات، فأرتعب من طلقات النار وتستفزنى رؤية الدماء، أغضب وألعن أبو القهر، وتزداد لعناتى كلما شعرت بالقنابل المسيلة للدموع وهى تسرى فى الرئة، أقبل على البيبسى بلهفة واشتياق، «أطس» به وجهى وأتمضمض، أجد منديلا أمام وجهى أعطانى إياه أحد الشباب، فأبتسم له، ويبتسم، ثم نعاود الكر والفر، أمضى فى القراءة وأجدنى داخل الميدان، فأبتسم وأحزن وأخاف وأفرح، أسترجع شريطا من الذكريات القريبة التى ابتعدت وابتعدت وبدت كما لو كانت حلما.

أصعد إلى السماء مع موجة انتشاء، وأعود إلى الأرض بعد خطاب محبط من خطابات المخلوع، يمر أكأب أيام الثورة «موقعة الجمل» فأستشعر بالدموع وهى تتلمس الطريق إلى الجفون، أقف مبهورا أمام شجاعة أسد الميدان «النقيب ماجد بولس» وهو يصد هجوم البلطجية القادمين من شارع طلعت حرب، أقول فى نفسى إن هناك أساطير لا يعرفها إلا «بتوع التحرير» ومنها أسد الميدان، تزداد ضربات الحماس من الثوار على الحواجز الحديدية للميدان، وهى الضربات التى كانت إشارة متفق عليها لبدأ عمليات الهجوم على البلطجية وتحرير الشوارع والميادين المحيطة بالميدان، أو للإنذار من هجوم محتمل، أحتضن مصابا وأرافقه إلى المستشفى الميدانى، وعند تمثال عبدالمنعم رياض الذى شهد «أم المعارك» يعلو صوت «الكاتب» وهو يدعو الله فأحسبه صوتى «يا إلهى يا خالق الكون، يا رب مصر، انصرنا على من يقصف تمثال الشهيد» تعجبنى هذه الجملة «هذا الرجل قصفته إسرائيل وها هو نظام مبارك يقصفه مرة أخرى» أقول لنفسى كيف لم أتنبه لهذه المفارقة فى وقتها؟ أحسد الكاتب على التقاط هذه المفارقة الذكية، وسرعان ما يزول حسدى حينما أجده يلجأ إلى التشبيهات التقليدية ويقول إن مانشيتات الجرائد فى اليوم التالى كانت حمرا وكأنها كتبت بدماء الشهداء.

تعجبنى حكمة «عبدالرحمن» حينما يؤكد أن بعض الائتلافات ظاهرة صوتية وفى طريقها للزوال، ولا يعجبنى رده على من شكك فى وجوده فى الميدان منهم، أترك هذه المنازلة، لتأخذنى جلال «جمعة الرحيل» وما أعقبها من نقاشات حول مصير الثورة ومدى نجاحها حتى الآن فى تحقيق أهدافها، هل سيطلقون النار علينا؟ هل يتدخل الجيش لفض الاعتصام بالقوة؟ هل صحيح أن هناك «قناصة» ستقتحم الميدان وتصطاد أرواحنا إذا فشلت مفاوضات الرحيل، أسبوعان من الأحداث مرا علينا كقرنين، كللهم انتصار الإرادة المصرية التى نحاول أن نلم شتاتها، حوارات متشعبة ونقاشات ساخنة وتفاصيل كثيرة، وجدتنى أسترجع جلالها وجمالها، وأكتشف لأول مرة بعضها الآخر حينما قلبت صفحات كتاب الشاعر عبدالرحمن يوسف «ثورة الصبار» فعشت معه وعاش معى، فكان خير تحضير «شخصى» لمليونية 9/9.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 7

عدد الردود 0

بواسطة:

يمر أكأب

يمر أكأب

يمر أكأب

حد يقول كده

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد منصور

وصلت الرسالة ...

عدد الردود 0

بواسطة:

تامر أبو الخير

الى تعليق رقم 2 محمد منصور

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

مبروك عليك فرصة سعيدة

انت متاكد ان فية ثورة

عدد الردود 0

بواسطة:

طاهر

كتاب "الالتراس"

عدد الردود 0

بواسطة:

اخوك محمد القاضى

صح الصح

عدد الردود 0

بواسطة:

جمال عبد الناصر

الناس دي بجد بتيجي منين

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة