محمد حمدى

شهادة المشير.. وعقلية الجيتو

الإثنين، 26 سبتمبر 2011 09:46 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يبدو أن مصر كلها فى حالة ذهول منذ مَثُل المشير محمد حسين طنطاوى أمام القضاء للإدلاء بشهادته فى قضية قتل المتظاهرين، المتهم فيها الرئيس السابق حسنى مبارك، ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى، وستة من كبار معاونيه.

بدأ الجدل عبر عبارة قصيرة قالها أحد المحامين المدعين بالحق المدنى عن أسر الضحايا حين قال: "شهادة المشير جاءت فى صالح المتهمين!".

معلوم طبعاًً أن المحكمة اتخذت قراراًًًًً بحظر نشر شهادات كبار المسئولين فى هذه القضية، ومنعت الصحفيين من الحضور، واقتصر الأمر على المحامين من الجانبين، ومع ذلك كانت وقائع شهادات رئيس المخابرات السابق عمر سليمان، ووزير الداخلية السابق محمود وجدى، ومن بعدهما شهادة المشير طنطاوى، قد اخترقت حظر النشر وجرى تداولها بين الناس.

عملياًً، لم يطق المصريون صبراً، على حظر النشر، وقرروا اختراقه، وتواترت الشهادات فى الشوارع والمقاهى، ومحلات الحلاقة، وكوافيرات النساء، وأصبح الجميع يتحدث عن شهادة طنطاوى وسليمان، وكأنها أمر علنى لا يتسم بالسرية.

لكن الأهم من ذلك، أنه لا أحد فى هذا البلد تعامل مع الشهادات المسربة باعتبارها، الحقيقة التى يملكها مسئولون كانوا على دراية كبيرة بما حدث منذ 25 يناير، وتتجمع لديهم كل الخيوط، وكافة تفاصيل الصورة، ما هو معلن منها، وما هو غير معلن.

اكتفينا فى مصر بالتعامل مع هذه الشهادات بعقلية الجيتو المغلقة، أو على طريقة الرئيس الأمريكى المتخلف جورج بوش الابن "من ليس معنا فهو ضدنا"، لذلك إذا صبت شهادة المشير فى صالح المتهمين، فهذا يعنى أنه ليس فى معسكر الشهداء والثورة والضحايا والوطن.. رغم أنه يشهد لوجه الله والوطن.

ولو جاءت شهادة المشير لصالح الضحايا لاعتبر أنصار الرئيس السابق فى الشهادة تخليا من وزير الدفاع عن الرئيس السابق، الذى اختاره وزيرا ووضعه فى المنصب منذ سنوات.

للأسف، نحن لا نعمل العقل فى شتى أمور حياتنا، نحكم على كل شىء بالمصلحة الوقتية، حتى لو كانت هذه المصلحة متغيرة مع الزمن، وحين يتعلق الأمر بمستقبل وطن، وبمحاكمة المفترض منها أن نعرف ماذا حدث فى مصر من 25 يناير حتى 11 فبراير، يبدو أن كل مواطن فى مصر يريد من كل شاهد أن يشهد على هواه، وليس حسب الحقائق وما رأى وما سمع.
يا عينى عليكى يا مصر من ولادك!









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

Reham

إنسان عاقل و موضوعي

عدد الردود 0

بواسطة:

أين عقلي

حكم الغوغاء

عدد الردود 0

بواسطة:

نادر حبيب

الرجل الغامض بسلامته

عدد الردود 0

بواسطة:

مواطنة مصرية

اللة عليك ياستاذة

عدد الردود 0

بواسطة:

العنود من السعودية

انسان عاقل وموضوعي بمعنى الكلمة..

عدد الردود 0

بواسطة:

GEHANHANY

صدق الله العظيم

عدد الردود 0

بواسطة:

صفاء الدين -الخيارية المنصورة

ومن الناس من يعبد الله على حرف

عدد الردود 0

بواسطة:

نادر حبيب

أستدراك

عدد الردود 0

بواسطة:

هشام منصور

هل نستطيع فعلاً مواجهة الحقيقة ؟!

عدد الردود 0

بواسطة:

ahmed

ليه بنحقر كل الناس اللي خدمت البلد؟؟ ليه بنخلي الاستثناء قاعدة؟؟

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة