ما أحلى الرجوع إليه

أعمل فى مهنة الصحافة منذ نحو 24 عاما، لكننى لم أتحيل مدى حبى لها، وللكتابة، حتى اختبرت ذلك عمليا خلال الشهر الماضى، حينما داهمتنى أزمة صحية صعبة جدا، لم تبعدنى فقط عن الكتابة، وإنما عن الكثير مما أحببت.

أعود اليوم لأواصل هوايتى، وغرامى، وحبى الأول والأخير فى الكتابة، والفضفضة، والتعبير عما يجيش فى صدرى وصدور الناس، أو ما قد يستفزهم، إيمانا بأن على الكاتب التحلى بالمصداقية، وليس مغازلة الرأى العام.

أعود للكتابة لأشكر الله الذى اختبرنى بداء فحمدته، وقلت له هل من مزيد يارب، يقربنى منك، وأغسل به زنوبى فى الدنيا، فوقف إلى جوارى، وساعدنى على الثبات فى الشدة، حتى بدأت تباشير الشفاء، ونعمه عز وجل التى لا تعد ولا تحصى.

أعود إلى الكتابة لأشكر الكثير من الأصدقاء الذين التفوا حولى فى المحنة، وأعانونى على المرض والألم، وساندونى بدون أى سبب أو لطلب منفعة، وإنما من أجل الصادقة والعلاقات الإنسانية التى لم يعد الكثير من الناس يعرفها الآن، لكن الحمد لله أنه فى ظل هذا الزمن الصعب لا يزال الكثير من الأصدقاء حولى.

أعود إلى الكتابة لأشكر قراء اليوم السابع الذين فوجئوا باختفائى من على صفحات الموقع، وظلوا يتساءلون حتى عرفوا السبب، وكانوا يدعون أن يأخذ الله بيدى فى المحنة، وأخص بالذكر الصديقين علاء عزب من المنصورة، وأسامة الأبشيهى من البحيرة لمداومتهما الاتصال الهاتفى بى للإطمئنان والدعاء وشد الأزر.

ما أحلى الرجوع إلى الحياة، وإلى الأهل والأصدقاء، وإلى العمل، وإلى الكتابة، وإلى قراء اليوم السابع الذين أشعر وأنا أكتب لهم وأتلقى تعليقاتهم، بأنه لا يزال فى هذا الوطن أناس يؤمنون به، ويسعون لنهضته.. فما أحلى الرجوع إليهم.