ناجح إبراهيم

هل عرف مبارك اليوم قيمة العفو؟!!

الإثنين، 08 أغسطس 2011 03:32 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قضيت فى السجن 24 عامًا فى عهد الرئيس السابق حسنى مبارك.. علمتنى محبة العفو والرحمة والرفق وعدم الشماتة أو التشفى فى أحد.. حتى لو ظلمنى أو أساء إلىَّ.

والسجين السياسى عامة يحب صفة العفو وتترسخ فى نفسه هذه الصفة حتى تصبح أحب الصفات إليه.. حيث يجد كل المعتقلين والسجناء حوله يترقبون فى كل عام عدة مرات موعد العفو عن السجناء، ويلوكون أخباره صباحًا ومساءً. وقد تأملت مع غيرى حياة الرئيس مبارك منذ توليه السلطة، وحتى اعتزاله لها، فوجدت أن صفة العفو كانت غائبة تمامًا عن قاموس حياته.

وقد بدأ هذه الملاحظة المرحوم فريد عبدالكريم المحامى الناصرى الشهم والذى كان يترافع عن المرحوم خالد الإسلامبولى.. فقد جاء إلى الإخوة باكيًا منهارًا وهو يقول لهم: «إن مبارك لا يعرف العفو.. فلم يستجِب لآلاف المناشدات التى وجهت إليه بتخفيف الحكم أو تأجيل تنفيذ الإعدام على الأقل عن الإسلامبولى».

ثم بدأت هذه الصفة تتضح تدريجيّا لنا.. ففى أحد احتفالات وزارة الأوقاف المصرية بليلة القدر كانت هناك امرأة سجينة حفظت القرآن كله، وفازت بالجائزة.. ولم يبق على حكمها سوى عدة أشهر فتوقعنا أن يفرج عنها مبارك بمجرد تسلمها الجائزة منه.. لأن هذا عرف لدى جميع الرؤساء والملوك.. فمقابلة أى سجين للرئيس أو الملك تعنى عدم عودته للسجن مرة أخرى.. ولكن ضباط الترحيلات أخبرونا بأنها عادت إلى السجن ليلاً.

فقلت: سبحان الله! ما الذى يضر مبارك فى أن يرحم هذه المسكينة.

ثم جاءت الطامة الكبرى حينما سجن رئيسه أيام حرب أكتوبر الفريق سعد الشاذلى.. مع أن الخلاف لم يكن بينهما.. ولكن الخلاف كان بين الشاذلى والسادات.. وقد نسيه الناس والسادات تُوفى.. والشاذلى قد جاوز السبعين فلا مبرر لسجنه.. فإن لم يشفع له كل ذلك فليشفع له أنه من صانعى نصر أكتوبر.. وذلك بشهادة خصمه الرئيس السادات نفسه.. والذى أشاد مرارًا بعبقريته العسكرية. لقد كان بوسع مبارك أن يضع بصمة طيبة فى إكرام قائده العسكرى الفذ.

فالعفو هو زكاة القدرة.. ومن لم يؤد الزكاة نزع الله عنه رأس المال كله وهو السلطة.
والغريب أنه أجرى وقتها مع مبارك حوارًا صحفيّا فسأله الصحفى: لماذا لم تعف عن الفريق الشاذلى؟

فقال: أنا لم أعف عن أى إنسان أبدًا؟

فاستغربنا جميعًا ونحن فى السجن من هذه الإجابة التى تحمل كل معانى الصلف والغرور..
وتذكرنا وقتها السادات، وما كان يتمتع به من أريحية وعفو، لأنه سجن وهو شاب.. حتى أن والد الأخ طلال الأنصارى مدحه بقصيدة وطلب فيها العفو عن ابنه المحكوم عليه بالإعدام فخفف عنه الحكم إلى المؤبد.

وتذكرنا الملك حسين الذى كان يتميز بصفة العفو، والملك حسين حكم الأردن أربعين عامًا تمت فيها أربعون محاولة اغتيال وانقلاب مسلح ضده.. وكانت المحاكم الأردنية تحكم بالإعدام على كثيرين فيخففها إلى المؤبد.. ثم يفرج عنهم بعد عدة سنوات.

أما مبارك فقد أعدم من الإسلاميين 100 أخ فى عشر سنوات فى التسعينيات، فاق بها الاحتلال الإنجليزى فى سبعين عامًا، وكلها من محاكم عسكرية واستثنائية. ولعل ذلك كله يفسر عدم قبول الشعب المصرى المتسامح بطبعه العفو عن حسنى مبارك ورفضه أى حديث فى هذا الموضوع.

فعلى كل صاحب سلطة أن يتحلى بالعفو والصفح.. فهذه صفة من صفات الله.. ومن خصال الصالحين أيضًا وقد خوطب بها النبى «صلى الله عليه وسلم» فى قرابة سبعين آية فى القرآن.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرية

نهاية يستحقها مبارك

عدد الردود 0

بواسطة:

مصري بيحب مبارك

الي ناجح ابراهيم

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرية

للاسف

عدد الردود 0

بواسطة:

MubarakTv

MubarakTv

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى

lkw,vi

عدد الردود 0

بواسطة:

MubarakTv

MubarakTv

عدد الردود 0

بواسطة:

MubarakTv

MubarakTv

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد

تعليق علي المقال

عدد الردود 0

بواسطة:

د/ممدوح

العين بالعين والسن بالسن والجروح قصاص

عدد الردود 0

بواسطة:

fady

افكاااااااااار غريبة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة