خالد فاروق

أم المشكلات

الجمعة، 10 يونيو 2011 10:24 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
احتفلت اليابان، منذ سنوات قليلة، بمناسبة محو أمية آخر مواطن يابانى، ولم يكن الاحتفال بمحو أمية القراءة والكتابة، وإنما بمحو أمية آخر يابانى فى مجال الكمبيوتر، ونحن منذ نعومة أظافرنا نسمع فى مصر عن مشروع محو أمية القراءة والكتابة، ولدينا الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار، وآلاف الخريجين من الجامعات، ومازالت نسبة الأمية فى مصر حوالى 27% ويوجد أكثر من 70 مليون أمى فى العالم العربى.

كيف ننشد التقدم والنمو ونحن لم ننجح حتى الآن فى القضاء على الأمية، على الرغم من التجارب الناجحة فى كثير من بلدان العالم التى نجحت خلال عقود قليلة فى محو أمية الكبار لديها، فشهد القرن العشرين حملات كثيرة لمحو أمية الكبار، مثل الاتحاد السوفيتى سابقاً (1919 – 1939)، وحملة محو الأمية فى الصين (1950 – 1980)، والبرازيل (1971 – 1981).

والجدير بالذكر فى هذا المجال تجربة كوريا الجنوبية، التى شهدت تغيراً جذرياً خلال السبعين عاماً الماضية، حيث تجاوزت نسبة الأمية فيها فى ثلاثينيات القرن العشرين 70%، أما الآن فهى أقل من 2%، فقد قامت كوريا الجنوبية بالتوسع فى التعليم الابتدائى إلى جانب وجود مؤسسات غير هادفة للربح تعتمد على المتطوعين وتساعد الراشدين على التعلم، بالإضافة إلى وجود معاهد صغيرة تقوم بتعليم الأميين المحرومين اجتماعياً.

لن تحقق التنمية أهدافها دون القضاء على الأمية ونشر الوعى بواجبات وحقوق المواطن، وسوف يؤدى ذلك إلى انخراطه فى العمل العام والمشاركة الجادة فى الحياة السياسية ودعم قدراته للاختيار الأمثل لمرشحى البرلمان ورئيس مصر القادم.

علينا أن نجند كل وسائل الإعلام للإعلان عن هذا المشروع والبحث عن وسائل تحفيز للدارسين وإثابة القائمين على العملية التعليمية، ويكفينا أن نتعلم من الرسول الكريم _ صلى الله عليه وسلم _ عندما كان يطلق سراح الأسرى الذين كانوا يقومون بتعليم أبناء المسلمين.

أدعو الحكومة الجديدة إلى تبنى مشروع محو الأمية وجعله مشروعاً قومياً تشارك فيه المؤسسات الحكومية والخاصة وطلاب الجامعات والمدارس الثانوية، وأن نذهب إلى كل ربوع مصر لتعليم الكبار، وأن نتوسع فى التعليم الابتدائى، وندعو المتخصصين فى مجال التعليم وكل من عنده انتماء لهذا الوطن أن يساهم بعلمه وخبرته فى وضع أسس هذا المشروع القومى، وأن نعلن بكل صدق عن الأعداد المطلوب محو أميتها دون خجل، حتى نضع مدة زمنية لتحقيق الهدف النبيل ونحتفل بمحو أمية آخر مواطن مصرى.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة