محمد حمدى

لا نستحق هذا الوطن

الإثنين، 09 مايو 2011 02:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى زمن الحرب العالمية الثانية قال الزعيم الفرنسى التاريخى شارل ديجول إن كل شعب يستحق حكامه، لكن الأمريكيين الذين يعشقون مثل هذه العبارات نسبوها لإيزنهاور، وكما سرقوا هذه العبارة سرقوا معظم خيرات هذا العالم، وقد أثبت الشعب المصرى على مدار التاريخ أنه يستحق حكامه الذين يتبارون دائما فى السوء، وفى قمع شعبهم، وفى السيطرة على خيرات هذا الوطن.

لكن السؤال التالى ربما أكثر أهمية وهو هل يستحق المصريون الوطن الذى يعيشون على أرضه ويتلحفون بسمائه؟

مصر من أجمل بلدان الدنيا، وربما أكثرها خيرات طبيعية، ومواردها لا تجف ولا تنضب أبدا، وقد عاشت على مدار التاريخ آمنة هادئة، تأتيها مياه النيل من الجنوب حاملة لها الحياة، وكل أشكال الخير، وبعكس الكثير من البشر الذين عانوا من صعوبة الحياة فى الصحارى المهلكة، أو قضوا عمرهم وهم يهربون من الكوارث الطبيعية، لم يكن أمام معظم المصريين سوى رمى الحبوب فى الأرض والانتظار إلى جوارها حتى تنمو وتثمر وتخرج الأرض من باطنها أجمل ما فيها من غذاء.

ربما لأن الله أنعم علينا بوطن سهل العشرة لم نعرف قيمته، وربما لأن الحياة كانت هادئة وتسير بطريقة واحدة ثابتة لم نعرف العذاب والشقى والضنى، لذلك لم نعرف قيمة الوطن الذى نعيش فيه.

مصر كبيرة جدا، وجميلة جدا، هكذا يراها الناس فى جميع أنحاء العالم، باستثنائنا نحن من يصرون على إهانة هذا الوطن، وعلى عدم إعادة الأمن إليه، وعلى عدم وضعه فى سياقه الطبيعى، وفى المكانة التى يستحقها.

مصر الوطن لم تعد كما كانت لأن أبناءها ليسوا كما كانوا، مشغولون وغارقون حتى أذنيهم فى الفتنة الطائفية، وفى الحقد، ورغبات الانتقام الدفينة.. مصر المجروحة لم تعد تتحمل أبناءها، ولا تريد منهم سوى أن يحبوها بجد، ليس برفع الأعلام والتلويح بها ولا بالغناء باسمها، وإنما تحتاج إلى سواعد أبنائها، وإلى عملهم وجهدهم وقوتهم وحبهم لبعضهم البعض.

مصر الوطن تحتاج إلى أن يتعلم أبناؤها التسامح من جديد، وإلى مواطنين يؤمنون بقيمة المواطنة ويملكون القدرة على القفز فوق الأحقاد الدفينة بداخلهم، وحتى يحدث ذلك ستظل مصر أكبر منا جميعا، ونحن لا نستحقها.
mhamdy12@yahoo.com








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة