سعيد شعيب

شعب من العبيد

الإثنين، 30 مايو 2011 12:21 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"أنت اللى المفروض تتحبس" هذا هو العنوان الذى اختاره الأستاذ أحمد فى تعليقه أمس الأحد، على ما كتبته تحت عنوان "حبس أولياء الأمور"، والذى كنت أستنكر فيه تظاهر الأهالى وأولياء الأمور للإفراج عن المدرس الذى عذب وضرب أولادهم. وحجته "هو أنت هتعرف مصلحة الأولاد أكتر من آبائهم، ولا هتكون أحن عليهم منهم"، وأضاف أيضاً حجة دامغة وهى "يا أخى التهذيب فضلوه على العلم والضرب كان لمصلحة الأولاد وعشان كده أقره أولياء الأمور"، وكالمعتاد فى هذه الطريقة فى الحوار "وأمثالك هما اللى أفسدوا التعليم فى مصر اتقى الله واطلع منها".

فى كل الأحوال فالأستاذ أحمد أرحم من القارئ الذى أطلق على نفسه "الفنكوش" الذى قال "باين عليك انك عايز تتعبط"، ولكن هذا لا يعنى أن كل التعليقات فى هذا الاتجاه، فهناك من استنكر سلوك أولياء الأمور والأهالى، واستنكر ضرب أى إنسان، مثل الأستاذ أشرف والأستاذة لمياء صادق والأستاذ طارق أحمد الذى اعتبر واقعة الضرب ضد العقل والفطرة السليمة.

المنطق الذى يتبناه مؤيدو تعذيب الأطفال يحتاج إلى مناقشة ألخصها فى النقاط التالية:
1- أطفالنا ليسوا عبيداً لنا، ولو كانوا كذلك ما عاقب القضاء أماً قتلت طفلها أو أباً عذب ابنه، ولكنهم بشر مثلنا وعلاقتنا بهم يحكمها القانون، فليس من حق أى أب أو أم الاعتداء على أبنائهما أو قتلهم مثلاً.

2- من قال إن الضرب والإهانة "بتربى العيال كويس"، بالعكس تجعلهم أقرب إلى العبيد، وإذا كانوا يتعرضون للضرب والإهانة من ذويهم ومدرسيهم وهم أطفال، فسوف يرحبون به من رؤسائهم وضباط الشرطة والحكومة، وهذا السبب الأكبر فى توحش أنظمة الحكم علينا.

3- من قال إن التعليم بالضرب والإهانة هو الذى أخرج لنا أحمد زويل وطه حسين، كما تقول الأستاذة سهير أحمد فى تعليقها، بل هم استطاعوا الإفلات من تربية العبودية بمعجزة، ولذلك هم استثناء. ولو عندنا نظام تعليم جيد ونظام تربوى إنسانى يحترم الطلاب، لأصبح لدينا آلاف مثلهم فى كل المجالات.

4- هناك طرق فى التربية لا نهائية، فيها الثواب والعقاب، وليس فيها الإذلال والإهانة، يمكننا أن نستعين بها فى تربية سليمة. وهذا ينقلنا من خانة شعب من العبيد إلى خانة شعب من الأحرار.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة