سامح جويدة

بين ماما سوزان و(أم جمال )

الأربعاء، 18 مايو 2011 07:17 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم أفهم حتى الآن المغزى من الحكمة الخالدة (الدخول للحمام مش زى الخروج منه) ولماذا اعتدنا أن نحز ونجز على أسناننا ونحن نتوعد بصعوبة الخروج من الحمام!! حد قافل الباب من بره أم أن هناك مؤامرة عدوانية من البانيو والحوض وأخواتهم... على أى حال أنا لا أعرف لماذا الدخول إلى الحمام سهل والخروج منه صعب ولكننى أستطيع أن أبرهن الآن أن الدخول (للومان) زى الخروج منه واسألوا ماما سوزان.. وعندما كنت صغيرا كنت أتصور أن السيدة سوزان ثابت اسمها ماما سوزان مثلها مثل ماما نجوى وبابا ماجد.. وحينما دخلت فى المراهقة وتخلصت من متابعة ماما نجوى وبابا ماجد اكتشفت أن ماما سوزان مقررة على كل المناهج من ابتدائى وحتى التخرج.. أمومة قدرية تستمر وتستمر إلى أن ينتهى أجل أحد الأطراف.. كانت علاقتى بها مثل الجميع حيادية بلا ألوان حتى اتضحت لنا الصورة وعرفنا أن ماما سوزان هى فى الحقيقة (أم جمال) وليست أمنا جميعا كما أوهمتنا لعشرات الأعوام اكتشفنا أننا نعيش فى خدعة إعلامية وأن كل رموزنا الوطنية ليسوا أكثر من فرقة شكوكو المسرحية.. وأن زعيم الحرب والسلام وسيدة مصر الأولى وأعوانهم مجرد شلة ظريفة احتكرت حكم مصر واحتقرتنا لدهر من الهوان.. ومضينا جميعا فى طريق الثورة لوقف هذه المهزلة التاريخية التى صنعتها سوزان ثابت وإصرارها العجيب على أن يأتى المحروس ابنها ليكمل مسيرتهم السوداء فهى (أم ) والقرد فى عين أمه غزال.

وبعد تنحى الرئيس سمعنا عشرات الحكايات عن الهانم وسلطة الهانم و(السلطة البلدى) التى صنعتها الأم الفاضلة حتى تصبح زوجة الرئيس السابق وأم الرئيس الحالى وجدة الرئيس القادم وأن تنقلب مصر كسلالتها الإنجليزية ولكن بلا مراقبة محلية أو دولية أو حتى اهتمام.. وقرأنا عشرات القصص عن سطوتها وسيطرتها على المسار السياسى والاقتصادى فى وطننا المنهوب ومع كل اعتراف وقصة جديدة كانت مشاعرنا الحيادية تميل إلى الكراهية وعدم القدرة على المغفرة أو التسامح فيما وصلت إليه أحوال البلاد ومصائر العباد.

وبالرغم من ذلك تعاطف الكثير منا مع الرئيس المخلوع وزوجته حينما بدأت التحقيقات معهم ولكن تعاطف البعض لم يمنع شماتة البعض الآخر الذى عانى طوال حياته من الفقر والجوع والمرض. ولكن الأغلبية اجتاحها شعور بالكرامة والفخر لنجاح الثورة فى محاكمة الفساد وأن سنوات القهر لها ثمن.. والتقط الإعلام الأحداث وصور وحكى وهول، ولكن الانطباع العام أن المسروقات بالمليارات وأن الفساد كان كالإعصار زلزل كل شىء.. لذلك تصورنا أن الدخول للتحقيقات مش زى الخروج منها.. ولكن الحقيقة اختلفت أو اختلت الله أعلم.. النهاية أن ماما سوزان خرجت ومن قبلها فاروق حسنى وأمين أباظة!!! وفتحى سرور ثم زكريا عزمى !! وقد يخرج علينا فجأة بابا حسنى وجمال وعلاء، فهل كان الإعلام يخدعنا حينما أقسم بكل عزيز أنهم لصوص مرتشون وأن البلد سرقت كالغلال.. كيف تقنعون الفقراء الجهلاء الساكنين فى العشوائيات أن عمرهم وجوعهم بلا ثمن بلا عقاب مجرد تهويش وجلسة كلام وإخلاء سبيل.. وهل حينما يرد اللص ما سرق يعفيه القضاء وإن جاز ذلك فماذا لو كانت السرقة أدت إلى فقر ومرض وموت هل يمكن إعادة العمر للملايين الذين عاشوا كأبناء ماما سوزان من أطفال الشوارع وسكان القبور والهائمين فى العشوائيات.. وهل رد أموالها يرد دينها لهؤلاء.. وهل منكم من يصدق أن سوزان ثابت لا تملك إلا 24 مليون جنيه.. أسئلة كثيرة محيرة.. مخيفة ومقلقة.. على المستوى الإنسانى قد نتعاطف مع ماما سوزان التى عرفناها لسنوات ولكن على المستوى السياسى والاقتصادى لا يمكن أن نقفل ملفات (أم جمال) الآن.. لأننا بذلك نفتح ألف باب للشيطان ولتحريض العامة على الغليان..








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة