محمد إبراهيم الدسوقى

الشعب يريد معرفتهم

الإثنين، 16 مايو 2011 07:12 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يحن الوقت بعد، لمعرفة هوية صاحب القلم الرشيق، الملقى على عاتقه مسئولية كتابة بيانات المجلس الأعلى للقوات المسلحة بهذا الأسلوب الراقى المحكم، فهو ينتقى عباراته بعناية وحرفية، ويبعث بواسطتها رسائل موجهة للمواطنين العاديين، ولأناس تأبى نفوسهم الشريرة إلا أن تلحق الأذى الجسيم بوطن أهانوه واستباحوه بشراهة تاركين شعبه المعذب يقاسى الويلات ويتجرع المرارة مع مطلع كل شمس. وتوقفت طويلا أمام الرسالة رقم 51 للمجلس الأعلى الصادرة مساء الجمعة الماضية، والتى حذر فيها من نفاد صبره إزاء ما تتعرض له مصر من مؤامرات مدروسة على يد الفئة الضالة، وعدد ما قامت به تلك الفئة من أفعال وتصرفات كان آخرها إذكاء نيران الفتنة الطائفية البغيضة فى إمبابة وما تمخض عنها من نتائج خطيرة.

ولولا استشعار القوات المسلحة خطورة الوضع، وما ينسج من مؤامرات خبيثة، ما كانت أقدمت على إطلاق هذا التحذير الصريح المباشر. وإحقاقا للحق فإن الجيش المصرى يتحمل فوق طاقته، ويستوعب جيدا الظرف الدقيق الذى تمر به البلاد، والذى لا يوجد من سبيل لاجتيازه بأمان سوى الاحتكام للعقل ولقبضة القانون القوية لردع الخارجين على القانون. لذلك فإننى أتساءل: من هو المقصود فى الرسالة 51 بما تضمنته من حديث عن أدوار مشبوهة لأعداء البلاد فى الداخل والخارج؟

نحن كمواطنين نريد معرفتهم، حتى نساعد فى مقاومتهم والضرب على أيديهم، ستخرج أصوات تقول إنهم بالتأكد من أذيال وأذناب النظام المخلوع، جميل، ولكن من هم على وجه الدقة؟ فهؤلاء الأشخاص لا يصح أن ندارى عليهم، بعد ما فعلوه ـ وما زالوا ـ بوطنهم بلا خجل ولا حياء.

أفهم أن المجلس العسكرى له حساباته وتقديراته التى لا نجادله فيها، لكن إن كانت الأمور بلغت حد إحراقنا جميعا بمشاحنات طائفية بين المسلمين والمسيحيين، وما خفى كان أعظم وأدهى، فإنه مطلوب كشفهم وتركيز الأضواء عليهم، لكى يكونوا عبرة لمن يعتبر.
فالاجتهادات فى مثل هذه المواقف غير مستحبة، فالأذهان تتجه إلى أن قاطنى بورتو طره من أركان النظام السابق لديهم فى محبسهم من وسائل الاتصال ما يمكنهم من التنسيق وتوجيه الأوامر للبلطجية ولكل من استفاد من عهد مبارك. وألفت النظر إلى أن كثيرين من المصريين يعتقدون بأن تنفيذ المؤامرات يتم بيد عناصر أمنية ربما لا يزال بعضها فى الخدمة، مما يزيد من جو عدم الثقة فى الشرطة المفترض أن قادتها تعلموا الدرس، وسيحاولون التكفير عن أخطاء ماضية أوقعهم فيها وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى ورفاقه الملوثون بالفساد وتعذيب المعتقلين وقتل المتظاهرين بدم بارد قبل وأثناء ثورة الخامس عشر من يناير.

نرجو من مجلس العسكرى ـ محل ثقتنا غير المحدودة ـ كشفهم لنا اتقاء لشرهم وضررهم، فهم عدونا المتربص بنا فى الداخل، أما أعداء الخارج فانك كفيل بهم وبدحرهم ونحن من ورائك.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة