محمد مسعد البرديسى يكتب: الثورة ونهاية الفيلم العربى

الجمعة، 13 مايو 2011 01:42 ص
محمد مسعد البرديسى يكتب: الثورة ونهاية الفيلم العربى صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ربما يتفق الكثيرون على أن ثقافة السينما المصرية على مدى عقود طويلة أثرت داخل المجتمع أفكارا متباينة جعلت ردود الفعل أمام الأحداث كذلك، متشابهة تماما مع ما يحدث فى الأفلام المصرية، والتمثيليات أيضا، حتى حدا بالمواطن العادى أن يتصور نهايات الأحداث كنهاية الفيلم أو التمثيلية التى رآهــا!!

وتغوص القصص التمثيلية والفيلمية فى وعى المواطن المصرى بعيدا وتكاد تكبل عقليته مما تشكل معه فكرا ميلودراميا يطابق الشكل الفنى للقصص السينمائى والتلفازى وأحداثه، وهى نفسها قوالب معبرة عن الواقعية الاجتماعية وإلا لما كان أثرها متوغلا دخل المجتمع ومؤثرا فيه.

الى ذلك التأثير نلحظ أحداث ما بعد الثورة، حيث اعتقد الناس كلهم حال عمهم الشعور بفرح الانتصار والفوز بقلب النظام السابق حيث أتبعوه بطلبات سريعة برفع الرواتب على عجل ودون دراسة!

والإسراع كذلك بتغيير الأشخاص الغير مرغوب بهم وقد تم فعــلا والحمد لله، وتحقيق المطالب بمحاكمة المسئولين والضالعين فى الفساد والآن جارى التحقيق مع هذه الثلة الفاسدة واختمـرت من بعد ذلك فكرة أنه وصلنا خلاص لنهاية الفيلم الدرامى الذى عشناه سنوات طويلة وأننا نعيش الآن النهاية السعيدة!

وتظل فكرة النهاية السعيدة للفيلم الذى عايشنا جميعا أحداثه منذ قرابة الشهرين فقط حيث ينتهى بانتصار البطل وعودة المحبوبة الى حضن البطل الغائب، واستقرار الأمور فى الحى والحارة ورجوع الحق لأصحابه، تظل فكرة طاغية على فكر المواطن المسالم يتردد صداها إلى أن يرى الكل الصورة الأحلـى للوطن والمواطن.

لكن فيما يبدو أمام المتعجلين للنهاية السعيدة كأى فيلم مصرى أو عربى أو تمثيلية أن الصورة المنتظرة لن تظهر هكذا وبنفس السرعة التى تبدو بها للمشاهد للفيلم الخيالى على الشاشة، حيث تقفز إلى السطح الآن نجوم أخرى على المسرح أو الشاشة تحاول بشكل درامـى خرق نجاح الأبطال الحقيقيين وقلب الترابيزة على الجميع.

تلك هى نجوم الثورة المضادة وأعداء النجاح وأنصار النظام السابق الآسفين والمحزونين على وضع رؤوس النظام البائد بين جدران سجن طره الذى امتلأ ولازال يقول: هل من مزيد ؟؟!

من هنا فإننا كأفراد وشعب ومجتمع نعيش فترة تاريخية جديدة وتجربة قاسية علينا تماما وأحداث لم نعايشها من قبل ولم يخطر على بالنا مثل هذا السيناريو المتواتر بسرعة متلاحقة خصوصا مع تبدل الأحداث والنتائج، مما أوجدنا فى حالة دوار رأس، لن نفلت منها إلا بالثبات والمزيد من الثبات.

لم تفاجئنا هذه الرياح كمجتمع مصرى فقط بل فاجأت المنطقة العربية بأسرها، وإنها لرجفة ألمت بنا جميعا دفعت بكم من ردود الأفعال والتى لا يحسن قيادها والتصرف معها إلا أهل الحكمة والتروى والتؤدة ألا وهم أهل العسكرية بخبرات الحروب لديهم وحالة الاستعداد القصوى لكافة الأخطار والاحتمالات وهم وحدهم من يملكون قدرة المواجهة لا مع الشعب بل مع المتربصين بثورة الشعب وتحديدا مثيرى الشغب والقلاقل والمتاعب والفتن، وحمدا لله أن حبانا بهذا الجيش العظيم وانظر بالمقارنة لما يحدث فى بقية البلدان الأخرى، وردد كثيرا الحمد لله.

أعتقد و فى ختام مقالنا إنه يمكنا القول بأننا استوعبنا الدروس المتتابعة للأحداث المتوالية التى نراها من اعتصام إلى تظاهرات الى مشاحنات واحتقان طائفى، وقد فرض الأمر الواقع ألا نحلم كثيرا بالنهاية السعيدة بل نترقبها وننتظرهـا لكن بعدما نستوعب صبرا أعظم ومواجهة أعظم بأن نقف ضد محرضات الفتن، نقف وبيد من حديد مع جيشنا الوطنى والشرطة بطبيعة الحال، آملين فى زيادة التوعية يوميا وبكل الطرق الممكنة بين جماهيرنا لأبعاد وكشف منابع التوتر، حفظ الله مصرنا قوية آمنة مطمئنة بحوله وقوته رافعين لرايات الاستقرار قريبا قريبا بإذن الله.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة