سعيد شعيب

جهاز أمن الدولة الثورى

الخميس، 12 مايو 2011 12:22 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان الخبر الذى نشرته أمس الأربعاء، جريدة "المصرى اليوم"، يؤكد بشكل قاطع أن المخاوف التى حذرت منها ومعى كثيرون صحيحة، وأن جهاز أمن الدولة ما زال باقياً، وكل ما فعلته "الحكومة الثورية" هى أنها غيرت اسمه إلى "جهاز الأمن الوطنى"، وغيرت بعض قياداته، وكأنها تضحك علينا نحن المصريين. ولذلك طالبت أيضاً ومعى كثيرون بضرورة تغيير آليات عمل وزارة الداخلية وقوانينه، وحتمية أن يكون وزير الداخلية مدنياً، لكن شيئاً من ذلك لم يحدث، ولم تهتم "الحكومة الثورية" حتى بمناقشة الأفكار الجادة الخاصة بتطوير وزارة الداخلية. الخبر يقول إن بعض ضابط قطاع الأمن الوطنى عقدوا اجتماعين مع وفد من قيادات التيار الدينى، منهم الدكتور محمد سليم العوا والدكتور صفوت حجازى والمذيع أحمد منصور، وذلك لمناقشة كيفية تعامل الجهاز مع الأحداث الأخيرة، وإجراءات الصلح والتهدئة (طبعاً المقصود كارثة إمبابة). الحقيقة هنا أن هذه هى طريقة تعامل الجهاز القديم، وهو الذى خرب الملف الطائفى، والفرق أنه يستدعى من يريد بخشونة، دعاهم إلى كوب شاى، وأدار حواراً سياسياً لا علاقة له به، فالشخصيات التى حضرت، ليسوا خبراء أمن حتى يفيدوا هذا الجهاز، ولكنهم رجال سياسة، وهذا يعنى أن جهاز أمن الدولة فى طبعته الجديدة ما زال يتدخل فى السياسة وهذا ليس شأنه. كما أنه ليس من شأنه أن يبحث كيفية تعامل الإعلام فى الاجتماع الثانى الذى عقده مع ذات الشخصيات مع مثل هذه الأزمات الطائفية، ولا من شأنه التدخل فى عمل الصحافة والإعلام مع أى شىء كما كان يحدث فى العهد البائد. دعك من اندهاشى من موافقة هذه الشخصيات، مع كامل الاحترام لها، على أن تسمح لهذا الجهاز بإعادة ارتكاب جريمة تدمير الحياة السياسية، فالأهم هو أن السيد رئيس الجهاز لم يكتف بذلك، ولكنه وعد 5 من محامى أعضاء الجماعة الإسلامية بصرف تعويضاتهم المتأخرة عند الحكومة، رغم أن السيد اللواء ليس من حقه أصلاً التدخل فى مثل هذا الأمر، ولا من حقه أن يقحم نفسه هو وضباطه فى أى عمل سياسى، "وياريته يشتغل شغلته الأصلية" وهى الأمن، لأنه لو فعل ذلك هو وباقى قطاعات وزارة الداخلية لانتهى هذا الانفلات المروع، ولما وصل احتكاك مثل "إمبابة" إلى كل هذا العدد من القتلى والجرحى. لكن رئيس جهاز أمن الدولة المعدل ليس وحده المسئول عن الاستمرار فى إفساد الحياة السياسية وإفساد الملف الطائفى، ولكن معه وزيره، وقبلهم الدكتور عصام شرف "رئيس وزراء الحكومة الثورية".








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة