التليفزيون المصرى على قديمه.. فى غيبوبة

الخميس، 12 مايو 2011 11:31 م
التليفزيون المصرى على قديمه.. فى غيبوبة عمرو أديب
ريمون فرنسيس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄◄أحداث إمبابة شهدت بتفوق «الجزيرة» و«أون تى فى» و«العربية» و«القاهرة اليوم».. وكتبت شهادة الوفاة للتليفزيون المصرى
حادث الاعتداء على كنائس إمبابة كان الاختبار الأول للتليفزيون المصرى بعد فشله الذريع فى اختبار الثورة، كان يمكن أن يكون فيه قبلة للمشاهد المصرى من جديد، لكن للأسف رسب التليفزيون المصرى كالعادة.

بمجرد وقوع الحادث انطلقت إلى إمبابة جميع القنوات الفضائية مثل الجزيرة و«BBC» والعربية، و «ON TV»، وبرامج التوك شو، مثل القاهرة اليوم، والحياة اليوم، والحياة والناس، والعاشرة مساء، ومحطة مصر، بينما لم يشعر قطاع الأخبار بالحادث إلا بعد 5 ساعات تقريبا، ولم يرسل كاميرا واحدة للتغطية، واكتفى بالمكالمات الهاتفية فقط لأشخاص وصفهم بأنهم شهود عيان، ولم ينجح فى استضافة أى شخص من الأطراف المعنية، سواء أحد رعاة الكنائس أو مشايخ الجوامع، أو أى من قيادات الجيش أو الشرطة، مما يدل على ضعف الإعداد والإدارة بالنشرات، فى الوقت الذى سارع برنامج «القاهرة اليوم» الذى يقدمه الإعلامى عمرو أديب بإرسال كاميرات إلى مقر الحدث بإمبابة، وبدأ فى متابعة الحادث مع مراسلين ومعلقين.

كما تراجعت مكانة التليفزيون المصرى رغم أنه الجهة الرسمية الأولى لدى كل مصادر الحادث، حتى الجهات الرسمية والحكومية، فكانت بيانات الجيش والداخلية وبيانات الهيئات الحقوقية، وكذلك بيانات الوفيات والمصابين التى تعلنها وزارة الصحة لا تصل إلى التليفزيون حصريا، كما كان يحدث من قبل، بل إنه كان يعلنها متأخرة وقديمة ودون تحديث.
فى المقابل انفردت قنوات مثل «ON TV»، والحياة، ودريم، وأوربت بهذه البيانات قبل التليفزيون الرسمى.

وبعد قرابة 5 ساعات من اندلاع الأحداث وبعد أن انتهت الفضائيات الخاصة من إذاعة تغطية متكاملة عن الحادث، وبدأت فى تحليله، وصف التليفزيون المصرى الحادث على شريط الأخبار وفى موجز الأنباء قائلا «أنباء عن اشتباكات فى إمبابة بين مسلمين وأقباط».
كما أذاع قطاع الأخبار من خلال نشراته فى تمام الساعة 12 منتصف الليل أن الهدوء عاد إلى إمبابة بعد أن سيطر الجيش على الموقف، وفى هذا الموعد تقريبا كانت تحترق كنيسة العذراء.

قطاع الأخبار الذى يرأسه إبراهيم الصياد أضاف إلى هذا الإخفاق صبغة غير محايدة فى معالجة الحادث، وتحول إلى ما يشبه قناة متشددة، فلم يستضف فى متابعة الحادث إلا العناصر المتعصبة من قيادات وأفراد، وفتح لهم المجال لإطلاق التصريحات التى من شأنها إشعال الفتنة، مثل أن الكنيسة تختزن أسلحة، وأن الأقباط يحتمون بأمريكا، وغيرها من العبارات التى من شأنها أن تزيد النار، كما أخذ قطاع أخبار مصر اتجاها غير وطنى عندما أذاع التليفزيون أن الكنيسة أطلقت النار على الناس، وهو أمر لا يوجد عليه أى دليل، ولم يتم تصويره، بل يساهم بشكل كبير فى ازدياد الاحتقان، وحتى لو تم إثباته، فالتليفزيون الرسمى يجب أن يكون مسؤولا وحكيما فى طريقة طرحه لمثل هذه الأحداث، وفى مداخلة هاتفية لشخص اسمه صلاح فريد قيل عنه إنه من شهود العيان، سأله المذيع: «إنت مسلم ولا قبطى؟» رغم أن هذا لن يغير من الرواية التى سيحكيها. ذلك المنهج الذى جعلنا نشعر للوهلة الأولى أننا نشاهد تليفزيون آخر غير تليفزيون مصر.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة