نساء أشعلن الفتنة الطائفية

الخميس، 12 مايو 2011 11:31 م
نساء أشعلن الفتنة الطائفية كاميليا شحاتة
رانيا فزاع

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄◄ كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين وعبير ومريم لوقا.. قصص حب وزواج واختطاف
وفاء قسطنطين، كاميليا شحاتة، عبير، مريم لوقا، وغيرهن سيدات ترددن على أسماعنا بقوة فى الفترة الأخيرة، لنجد أن قصص الحب والزواج والطلاق والخطف والاعتداءات الجنسية للسيدات والتحول للإسلام، دوما هى الفتيل الذى يشعل نيران الفتنة الطائفية، ولا يتوقف الأمر هنا على محافظات الوجه القبلى أو البحرى، والمناطق الشعبية أو الراقية، فالبطل هنا واحد.. «امرأة».

بداية ظهور النساء كمحرك رئيسى لأحداث الفتنة الطائفية كانت قبل انهيار النظام السابق الذى استخدم الفتنة الطائفية كإحدى أوراق حمايته وبقائه، وكانت وفاء قسطنطين أول سيدة ارتبط اسمها بهذه الأحداث، لتخرج لنا روايات عام 2004 تؤكد إسلام زوجة أحد كهنة الجيزة، واضطرارها لإخفاء إسلامها مدة عامين متتالين حتى علمت ابنتها بالصدفة، ثم يتدخل النصارى ليودعوها بأحد الأديرة بمنطقة وادى النطرون حتى تقتل ويختفى أثرها تماما. كانت هذه الراوية التى نقلها الدكتور زغلول النجار وقتها، وأكد أنها قتلت بالكنيسة، كما قيل إن خلافها مع زوجها هو الدافع للجوئها لأحد زملائها بالعمل، وتردد أنها تزوجته وجمعت بين زوجين. فى حين أتت رواية الكنيسة مختلفة تماما، فنفت المصادر البابوية هذا، كما قام الأقباط وقتها بمظاهرات قالوا فيها إنها أجبرت على الدخول فى الدين الإسلامى، ليتوج الرئيس السابق حسنى مبارك طائفية الحادث بطلب تسليمها للكنيسة التى تؤكد عملها فى الكاتدرائية وترفض عودتها لبلدتها.

وفاء هنا كانت الغائب الحاضر فى جميع أحداث الفتنة الطائفية التى تلت الحادثة، فلم يمر وقت طويل حتى اندلعت مظاهرات تطالب بظهورها مرة أخرى، وتقوم جماعة تطلق على نفسها «تنظيم القاعدة ببلاد الرافدين» بتنفيذ هجمة على إحدى كنائس بغداد، وقتل أكثر من 50 مصليا، وتوعدت بأن تقوم بمزيد من الهجمات إذا لم يتم إطلاق سراحها.

وفاء قسطنطين هنا لم تكن السبب فى إشعال توتر طائفى، ولكنها مثلت فى وجهة نظر الكنيسة وقتها «عارا» يجب وأده، وربما كان هذا هو سبب ارتباط النساء بأحداث الفتنة الطائفية، كونهن يمثلن الجانب المجتمعى الحساس، وأى حدث يمسهن يتسبب فى إشعال فتن.

ثم تأتى كاميليا شحاتة زوجة كاهن دير مواس التى اختفت فى عهد النظام السابق، وخرجت مظاهرات قبطية تقول إنها اختطفت، ولكن عادت كاميليا إلى الكنيسة، ولكن لم تهدأ المظاهرات السلفية التى تطالب بردها إلى المسلمين، حتى قامت ثورة 25 يناير التى أسقطت النظام كله، إلا أنه بعد فترة من الثورة عادت المظاهرات السلفية تطالب بكاميليا شحاتة، إلى أن ظهرت على قناة الحياة المسيحية، لتعلن أنها مسيحية ولم تعلن إسلامها.

الناشط القبطى جمال أسعد اتفق مع هذه الفكرة قائلا لـ«اليوم السابع» إن المناخ المجتمعى الفاسد تسبب فى توتر دينى وشحن، وتحول لدرجة فتنة طائفية، أشعلتها وفاء قسطنطين وكاميليا شحاتة، وأوضح أسعد أن تدخل الكنيسة والسلفيين فى معالجة هذه القضايا هو المتسبب الرئيسى فى زيادة حدتها. وطالب أسعد بتفعيل قانون حرية العقيدة وحماية المتحولين دينيا من الإرهاب الفكرى الذى استغل التسيب الأمنى لإشعال فتن طائفية باسم سيدات، يمثل خروجهن عن الكنيسة- على حد وصفه- عارا، فيتم تغليفه برداء دينى.

تلا حادثة وفاء قسطنطين عدد من الحوادث الصغيرة التى شكلت فى مجملها تأثيرا بالغا فى إشعال فتن طائفية من نوع خاص، لا تتوقف عند كون أبطالها سيدات، ولكن تمتد لتمثل بها جرائم الشرف دورا رئيسيا فى تأجيجها.

وكانت محافظات الوجه القبلى المصدر الأول فى هذه الحوادث بدءا من قنا وصولا للمنيا وأسيوط، ولكن قنا كانت صاحبة النصيب الأبرز، فشهدت حادثة اختفاء فتاة قبطية معاقة تم اختطافها من قبل أحد الشباب المسلم وإهانتها، مما أشعل فتنة طائفية مع الأقباط هناك، ثم سرعان ما اغتصب أحد الشبان المسيحيين فتاة مسلمة بفرشوط، وانتقالا من قنا لأسيوط، حيث قام شاب مسيحى بتصوير إحدى الفتيات المسلمات فى وضع مخل ونشر الفيديو، مما أدى لإثارة القلاقل و حرق الأهالى الكنائس بالمنطقة.

ولكن هذه الحوادث لم تزلزل كامليا شحاتة من على عرشها فى كونها القصة الأبرز التى أشعلت فتنة طائفية قبل سقوط نظام مبارك وبعده، لتكون هى الورقة التى استخدمها النظام قبل سقوطه وبعده، محاولة منه لإجهاض الثورة.

كاميليا شحاتة هى زوجة مطران بالمنيا تركت بيت زوجها لخلافات بينهما، مما جعله يخرج فى مظاهرات تطالب بعودتها مدعيا اختطافها على يد أحد السلفيين، ليظهر أحد الشيوخ ويؤكد أنها أسلمت وأن الكنيسة تسلمتها وعذبتها.

ثم سرعان ما يتحرك آلاف السلفيين مطالبين بعودتها، وتظهر هى على إحدى القنوات القبطية، وتؤكد أنها مسيحية. كاميليا شحاتة هنا لم تكن مجرد امرأة، ولكنها كانت ورقة استغلها كل من السلفيين والنظام فى تحقيق أغراضه لتؤكد هذه السيدة احتلال النساء عرش إشعال الفتن الطائفية.

ولم يدم الأمر طويلا حتى ظهرت فتاة أخرى فى منطقة إمبابة تدعى عبير، يقال إنها أسلمت وتم اختطافها وتشتعل بسببها أحدث فتنة، وهى الأقوى من نوعها، بحرق إحدى الكنائس فى إمبابة، ومقتل ما لا يقل عن 12 ما بين مسلم ومسيحى، لتفتح هذه الفتة صفحة جديدة من حوادث جسدتها سيدات.

هالة المصرى الباحثة فى الشؤون القبطية أكدت أن المناخ الاجتماعى الفاسد ابتز النساء واستخدمهن كأداة لإشعال أحداث الفتنة الطائفية، سواء من خلال قضايا التحول الدينى أو القصص العاطفية وجرائم الشرف بين أصحاب الديانات الأخرى، وتجييش الأفراد تحت بنود الدين والشرف.

وأشارت «المصرى» إلى أن هروب الفتيات المسيحيات للإسلام، والمسلمات للمسيحية، يعد سببا رئيسيا لاندلاع هذه الحوادث، وطالبت بتأهيل زوجات الكهنة قبل الزواج حتى لا يتعرضن لضغوط تكون السبب فى ترك أزواجهن، وإشعال فتن طائفية.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة