ضحايا وشهود يتحدثون لـ«اليوم السابع» عن ساعات الرعب والألم

الخميس، 12 مايو 2011 11:31 م
ضحايا وشهود يتحدثون لـ«اليوم السابع» عن ساعات الرعب والألم محرر «اليوم السابع» مع ضحايا الفتنة
شوقى عبدالقادر وعلام عبدالغفار ودانه الحديدى تصوير- أحمد معروف وياسر عبدالله

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄◄ لا نعلم شيئاً عن عبير وفوجئنا بالرصاصات تنهال علينا من فوق الأسطح والبلطجية هم سبب العنف
◄◄ ريمون أصيب بطلق نارى فى قدمه اليسرى وهو فى طريقه للعمل.. وبيشوى احتمى فى المسجد من الرصاص والمولوتوف

منذ مساء يوم السبت الدامى، وتحديدا فى تمام الثامنة مساء، أعلنت المستشفيات المحيطة بمنطقة إمبابة، حالة الطوارئ القصوى لمجرد إعلامها بوقوع اشتباكات عند كنيسة مارمينا، واستعدت مستشفيات «إمبابة العام» و«التحرير» و«بولاق الدكرور» و«الساحل» و«معهد ناصر» و«العجوزة»، لكن الرؤية لم تتضح إلا عند وصول أول حالة إصابة للمستشفى، فحجم الكارثة الحقيقى ظهر مع توافد المصابين بطلقات الرصاص الحى والخرطوش، وبحلول ظهر يوم الأحد، وصل عدد القتلى إلى 12 شخصا و232 مصابا، معظمهم أصيبوا بالرصاص الحى والخرطوش والرش، أما الإصابات «الطفيفة» فلم تتجاوز الكسور والرضوض والكدمات، ففى الوقت الذى غادر فيه ما يقرب من 179 مصابا المستشفيات بعد تلقيهم العلاج اللازم، تم تحويل 15 مصابا من ذوى الحالات الخطرة إلى المستشفيات الجامعية لتوافر الإمكانيات اللازمة لعلاجهم بها، فى حين مازال الباقون فى المستشفيات التى نقلوا إليها فور إصابتهم فى انتظار تحسن حالتهم.

كان مستشفى إمبابة العام هو الأكثر استعدادا لاستقبال المصابين لقربه من مكان الاشتباكات، مما جعل مديره د.محمد صلاح الدين نصر يطلب فى اليوم الثانى «تخفيف الضغط» عن المستشفى بتحويل المصابين إلى المستشفيات القريبة، وأكد لـ«اليوم السابع» أن المستشفى استقبل منذ بدء الأحداث 51 مصابا توفى اثنان منهم، بالإضافة إلى تحويل 5 حالات لمستشفيات أخرى، موضحا فى الوقت نفسه أن الفريق الطبى بالمستشفى على أهبة الاستعداد لاستقبال أى مصابين جدد، خاصة مع استمرار المناوشات لليوم الثانى بالقرب من موقع الحادث، كما أنه تم شراء 40 كيس دم من مختلف الفصائل تحسبا لأى إصابات خطيرة.

وأضاف أن إدارة المستشفى قررت الفصل بين المصابين المسلمين والمسيحيين فى أجنحة بعيدة عن بعضها داخل المستشفى، خوفاً من تجدد المشاجرات بينهم داخل أسوار المستشفى، مما قد يؤدى إلى تكرار سيناريو مستشفى «المطرية» المأساوى مرة أخرى، وذلك على الرغم من أن معظمهم، إن لم يكن كلهم، لا علاقة لهم بالأحداث من قريب أو من بعيد، أو بمعنى أصح لم يسمعوا من قبل عن فتاة اسمها عبير، ولم يدركوا للحظة أن هذه الفتاة ستكون المرشحة الأولى لخلافة كاميليا شحاتة.

«ريمون ناجى» الذى كان يسلك طريقه لتسلم ورديته بالعمل كالمعتاد، فوجئ بمشاجرات بجوار الكنيسة، لكنه لم يدرك لآخر لحظة أنها لم تكن مشاجرات عادية، فخوفه من مسؤولية التأخر عن عمله جعلته يسلك الطريق الأقصر له، وهو شارع الكنيسة، والذى يوفر عليه بالعادة 10 دقائق، لكن تلك الدقائق العشر تحولت إلى 10 ساعات، وذلك للبحث عن ملاذ آمن من الرصاصات المتطايرة من حوله، خاصة بعد ما اخترقت إحدى الرصاصات قدمه اليسرى، إلى أن تم نقله بسيارة الإسعاف للمستشفى.

ولم يكن الذهاب للعمل هو سبب تواجد «ريمون» وحده أمام كنيسة مارمينا أثناء اشتعال الأحداث، فهذا السبب شاركه فيه حسين محمد حسين، الذى روى لـ«اليوم السابع» بحزن أنه كان فى طريقه للقهوة التى يمتلكها، والتى تقع بالقرب من الكنيسة، وبمجرد دخوله للشارع، فوجئ بقيام عدد كبير من البلطجية بإغلاق الشارع من الجانبين، وهم يهتفون بهتافات مملوءة بالطائفية والتعصب، حيث بدأوا فى إطلاق الأعيرة النارية وطلقات الخرطوش، ولم يكتفوا بذلك، بل صعد بعضهم فوق أسطح البنايات المحيطة، وأمطروا الجميع بالرصاصات والخرطوش، بالإضافة إلى زجاجات المولوتوف، التى أدت لاحتراق عدد من المنازل المحيطة، ثم صمت للحظات، وأضاف فى حسرة «كل من قتلوا أوأصيبوا معظمهم من أهالى المنطقة أو العاملين بها أوالمارين بالصدفة، وليس لهم أى ذنب فيما حدث، لأنهم فوجئوا ببلطجية غرباء يطلقون النيران عليهم من كل جهة».

كما أكد محمد إبراهيم أنه شهد إطلاق نار مكثف، أثناء عودته من عمله فى منتصف الليل، لكنه لم يستطع رؤية أى شىء آخر بسبب انقطاع الكهرباء، وذلك حتى تلقى رصاصة فى قدمه ولم يشعر بعدها بشىء حتى استيقظ بالمستشفى، لكنه أكد فى الوقت نفسه أن قصة الفتاة التى تم احتجازها غير حقيقية ولم يعلم بها أى شخص من أهالى المنطقة قبل وقوع الاشتباكات.

أما وجيه عادل، فاختلف سبب تواجده عن باقى المصابين فى أرض المعركة، ففى الوقت الذى كان يجلس فيه فى ورشته تلقى خبراً مفاده أن هناك عددا كبيرا من الشيوخ يقيمون الصلاة أمام الكنيسة، لكن عندما وصل إلى هناك لم يجد سوى سيول من قوالب الطوب الأحمر تنهال من فوق أسطح المنازل كان نصيبه ثلاثة منها، أو هذا ما تصوره وقتها لأنه فوجئ فيما بعد أن هذا «الطوب» ما هو إلا طلقات نارية أصابته فى الساعد الأيمن والأيسر والبطن، وعلى الرغم من تحول منطقة إمبابة والشوارع المؤدية إليها لثكنة عسكرية تتقاسمها قوات الجيش والمطافئ والشرطة وقوات الأمن المركزى، لكنهم جميعا وضعوا أعصابهم فى «ديب فريزر»، على حد وصفه، واكتفى كل قائد منهم بتحريك تشكيلات الجنود مرة ذات اليمين وأخرى ذات الشمال، وكأن ما يحدث أمامهم ينتمى لمدرسة شاهد المباراة وكأنك فى الملعب.

ومن جانبه أكد مصطفى شعبان عبدالمنعم، أنه فور علمه بحدوث اشتباكات، ذهب للاطمئنان على خالته التى تقطن وحدها فى نفس المنطقة، مؤكدا أنه توقع أنها لم تكن تتعدى مجرد مشاجرات عادية، لكنه فوجئ بوجود اشتباكات عنيفة وإطلاق للرصاص والخرطوش من جميع الاتجاهات، مما أدى إلى إصابته بطلق نارى بساعده الأيسر.

أما بيشوى صفوت، فاستطاع الهرب من الرصاص، ونيران المولوتوف، واحتمى فى أحد المساجد، وعلى المقاعد الأخرى كانت الحاجة فاطمة تحتضن ابنتها الصغرى قائلة «الواد اللى فاتح البيت حيروح منى».









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة