خالد فاروق

حوار مع شهيد

السبت، 16 أبريل 2011 03:22 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رأيت فى منامى شهيداً من شهداء ثورة 25 يناير حزيناً يبكى فسألته عن سبب بكائه فأجابنى قائلاً: "لقد خضنا ثورة يناير من أجل أمة قد أشرفت على الموت وصوت الحق فيها يختنق وزبانية الفساد فى كل مكان ينهبون ثرواتنا فيزداد الفقراء فقراً والأغنياء غناً وسطوة فيكمموا الأفواه ويزورون الانتخابات ويسيطرون على مقاليد الحكم ويسعون إلى توريثه لقتل الطموح فى الأجيال القادمة والقضاء على الانتماء للوطن، فإذا بالثورة تعلى من هذا الإنتماء وتبعث الروح فى جيل أضناه الظلم والتجاهل.

كنا ننشدها ثورة عقول نقضى بها على السلبية نرسم بها حاضرنا ومستقبلنا لكى نعيد لمصرنا الحبيبة مكانتها بين الأمم ويطمئن الشباب على مستقبله وتوزع الثروات بالعدل والإنصاف فمصر لديها الكثير من الموارد والعقول النابغة التى إذا أخذت فرصتها ستضع مصر فى مصاف الدول المتقدمة.

ويسألنى الشهيد عما آلت له مصر بعد الثورة فإذا بى أتلعثم من الخجل فأنا أرى الفوضى فى كل مكان ففى الشوارع الرئيسية يفترش الباعة الجائلون الأرصفة فى منتصف الطريق يبيعون البضائع وهذا ما رأيته بعينى فى محافظة الجيزة، وتسير السيارات بالشوارع عكس الاتجاه فى وضح النهار، وما يثير الضحك سيارة ميكروباص تعلق لوحة معدنية عليها رقم 25 يناير دون تعليق اللوحة الأصلية، وفى محافظة الإسكندرية على كورنيش سيدى بشر نجد الجزارين أقاموا شادراً للحوم لبيعها طازجة فبدلاً من التنزه على الكورنيش واستنشاق الهواء العليل المشبع باليود يكفيك شراء اللحوم، وأمام مبنى حى المنتزه المحترق حدث ولا حرج أقام الناس سوقاً على الرصيف وأبرز ما يميزه محل لحوم تحت اسم "جزارة الثورة".

ناهيك عن بعض رموز الفساد ما زالوا ينعمون برغد العيش خارج الأسوار والقلة منهم داخل الأسوار تسير محاكماتهم بسرعة السلحفاة وتشعر أن الثورة تتآكل ونحن نجرى فى مكاننا دون أن نخطوا إلى الأمام خطوة واحدة، ونستيقظ كل يوم على أخبار الخطف والسرقة ومخالفة البناء على الأراضى الزراعية.

فينهمر الشهيد فى البكاء بعد أن أحبطه كلامى ولكنها الحقيقة التى لا أعلم غيرها وتدل عليها كل الشواهد، وقد أبلغنى الشهيد رسالة مفادها أنه قدم روحه فداءً للوطن وإذا بعث سيقدمها مرة أخرى لأن مكانة الشهيد لا ينالها كل إنسان وأجره عند ربه عظيم وعلى كل من يحيى على هذه الأرض أن يضحى من أجل وطنه ويبذل كل غال ونفيث دون أن يبالى إذا عاش ليرى ثمرة عمله أو يقتل فى سبيل الله.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة