محمد حمدى

لا أحد يسمع فى الإسكندرية

الأربعاء، 02 مارس 2011 12:44 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قضيت الاثنين والثلاثاء فى الإسكندرية لحضور مؤتمر مصر تتغير فى مكتبة الإسكندرية، والذى بدأ الأحد شبابيا خالصا، لمناقشة كافة القضايا المطروحة على الوطن فى المرحلة الانتقالية التى نعيشها حاليا، وهو موضوع يبدو فى غاية الأهمية، إن لم يكن الأهم على الإطلاق فى هذه الأوقات، لأن ما نصيغه جميعا الآن، لن يحدد مستقبلنا فقط، وإنما مستقبل أولادنا أيضا.

واعترف أن القائمين على مكتبة الإسكندرية بذلوا مجهودا كبيرا فى جمع كل ألوان الطيف السياسى المصرى فى أربع جلسات متعاقبة على مدار يومين، جمعت الإخوان الملسمين والجماعة الإسلامية، والوفد واليسار والناصريين، وليبراليين، وممثليين عن أحزاب مختلفة، وشباب ثورة 25 يناير من القاهرة والإسكندرية وبعض المحافظات، وشباب من الحزب الوطنى أيضا.

ورغم أهمية الموضوعات المطروحة للنقاش، مثل مستقبل الإعلام، والتعديلات الدستورية، وموقف الأحزاب والقوى السياسية المختلفة، حاليا، ومستقبلها فى ضوء ما تشهده مصر من تحولات، فإنه للأسف الشديد بدا خلال يومين من النقاش أن كل طرف عمرى أو سياسى يريد إقصاء الآخر، وسط حالة من الضيق بالرأى الآخر غير مسبوقة، لدرجة أننى خرجت بقناعة أن لا أحد تقريبا يريد أن يسمع غير صوته، وليس لديه استعداد للانفتاح على رؤى أو آراء غير ما يقول أو يقتنع.

مصر تغيرت بعد 25 يناير، ولا تزال تتغير، لكنها تحتاج أن نسمع بعضنا البعض، وأن ندير حوارات إيجابية معمقة، وأن ننفتح على الآخرين دون إقصاء، ودون الحكم بالاغتيال المعنوى على كل من نختلف معه.

لقد كتبت هنا أكثر من مرة أننا بحاجة إلى استعادة قيمة أساسية من قيم المجتمع المصرى، وهى احترام آراء الآخرين، مهما اختلفنا معهم فى الرأى والتوجه، فأنا على سبيل المثال أختلف 180 درجة مع قناعات الإخوان السياسية، لكننى على استعداد للاستماع والنقاش، والاحتكام لصناديق اقتراع حقيقية، فإذا اختارهم الشعب، فإن مهمتى تتحول من الاختلاف إلى الدفاع عن اختيارات الشعب التى يجب جميعا أن نحترمها.

الاختلاف فى الرأى لا يعنى العداء، لكن المشكلة الحقيقية أننا منذ ثورة يوليو 1952 نعيش فى ظل حكم الحزب الواحد، الذى لا يسمع الآخرين، ولا يحاورهم، وحتى إذا فعل ذلك فإنه يذهب إلى حوار وضع هو أجندته مسبقا، ومطلوب من الجميع أن يتحاور حولها وينتهى بالاتفاق عليها، وقد آن الأوان أن نخرج من هذه الحالة السياسية السوداء والقاتمة، لأن تقدم الأمم ينبع من اختلافها وتنوعها، وهذا التنوع هو ما يطلق روح الابتكار ويحرك الخيال ويخلق أفكارا جديدة، ويؤدى بنا جميعا إلى أن نحترم الآخرين مهما اختلفنا مع أفكارهم.

ردود على الأصدقاء:
للأسف الشديد لم أتمكن من الاطلاع على الإنترنت خلال اليومين الماضيين، وبالتالى حرمت من تعليقات القراء، وأود التأكيد على أن موضوع وفاة سالى زهران وسقوطها من شرفة منزلها، وليس فى ميدان التحرير، نشرته الأهرام على لسان والدتها السبت الماضى، ثم على لسان خالها الأحد الماضى، وهو ليس من بنات أفكارى.

أما الأخ العزيز أسامة الأبشيهى، فإننى أرجو التواصل معه على بريدى الإلكترونى.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة