عمرو جاد

استفتِ قلبك

الخميس، 17 مارس 2011 07:45 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بغض النظر عن رأيك فى شخصى الضعيف أو أفكارى الهدامة، فأنا أرجوك أن تتعقل لحظة وتنتظر قبل أن ترتدى ملابسك وأنت ذاهب لتبدى رأيك فى التعديلات الدستورية، ولحظات أخرى قبل أن تدخل لجنة الاقتراح، وأن تنظم أنفاسك قبل أن تعلم أمام نعم أو لا، فأنت ستغير مستقبل وطنك، وستغير أشياء أخرى لا تعلمها وستكتب بيداك تلك مصيراً مجهولاً لا يعلمه سوى علام الغيوم، فأرجوك مهما سمعت من آراء وتحليلات وتكهنات ووعود ونصائح فى وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية والمبتزة، وتلك التى تلعب على كل الأحبال، فلا تستسلم سوى لصوت ضميرك ورأى عقلك واستفتِ قلبك يدلك على الخير.

استفتِ قلبك، فإذا كان نفسك قصيراً وعزمك أقصر، وكنت قد تعبت من الثورة وآثارها وراودك الحنين للماضى وضايقتك المظاهرات التى انتشرت فى ربوع مصر لتعلن فجر الحرية الجديد، فلا تستمع للمروجين للتصويت بـ"لا" حتى لو خوفوك من حكم الإخوان وعودة الحزب الوطنى وفلول النظام السابق والتزوير والبلطجة أمام اللجان، ولا تقتنع بالتنظيرات السياسية التى تستشرف المستقبل وتراه غائماً وغامضاً ومجهولاً بقدر ما كان الماضى بغيضاً ومهيناً وحافلاً بالذل والقهر والظلم، وبقدر ما تستعجل أنت نتيجة الاستفتاء من أجل الاستقرار وعودة الحياة لطبيعتها، أنت الآن فى أحسن حال لكى تقول "نعم" بملء فمك ولا تشغل بالك بثورة ولا يحزنون وكأنها سحابة صيف جاءت فى آخر الشتاء.

استفتِ قلبك، فإذا كان لايزال قوياً وصامداً ويحتمل مزيداً من الصبر على كل الرياح التى لا تأتى بما تشتهى الثورة، فلا تبتئس من أولئك الذين شاركوا فيها ثم خانوها ويبحثون الآن عن مصالحهم الشخصية ويتحدثون عن التهديدات الخارجية لحدود مصر وأولويات الاقتصاد، وكأننا كنا نعيش الثلاثين عاماً الماضية فى جنات عدن، قل"لا" ولا تغضب من هؤلاء الذين لم يشاركوا فى الثورة ويسعون الآن لجنى ثمارها، فيطوفون فى المساجد والشوارع يدعون الناس للتصويت بـ"نعم" ويرهبون الناس من تعديل المادة الثانية ويروجون لأقوال رخيصة مثل "إنهم يريدونها علمانية كافرة ويبغون رئيساً يعاقر الخمر ويشترى رضا الغرب الملحد"، وكأن الذين قاموا بالثورة بعض من حكماء صهيون، وكأن الذين استشهدوا دفعوا حياتهم من أجل أن ينعم عبود الزمر وحده بالحرية ويظل الوطن سجين الأشخاص.

استفتِ قلبك وإذا وجدته مازال على العهد ويرفض المسكنات والمهدئات السياسية فقل "لا" ألف مرة، حتى لو خيبت نتيجة الاستفتاء ظنك، فربما تكون "لا" واحدة لوجه الله والوطن خيراً من مليون "نعم" لوجه الجماعة أو الإخوة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة