محمد إبراهيم الدسوقى

معاش المواطن حسنى مبارك

الأحد، 13 مارس 2011 06:57 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عشنا 30 عامًا لا ندرى شيئا، عن دخل الرئيس السابق حسنى مبارك، ومن سولت له نفسه دخول تلك المنطقة الملغومة الشائكة بالحديث عن ثروة نجليه علاء وجمال وزوجته وعائلتها، كان يقع تحت طائلة سلسلة ممتدة من العقوبات المضاف إليها الاغتيال المعنوى والمهنى على يد كتائب مبارك الإعلامية بالصحف القومية والخاصة وبعض الفضائيات، وبعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، كُشف المستور، وأُزيلت سدود السرية المنيعة، وبات الكلام مباحًا وواجبًا عن مليارات الدولارات المكدسة فى حسابات آل مبارك وأسرة سوزان مبارك ونهبت من أموال الشعب المصرى المهضوم حقه.

وبما أن العدل يقتضى التريث انتظارا لما سوف تسفر عنه التحقيقات الجارية، حول ثروة مبارك، فقد لفت نظرى خبر صغير نشرته صحيفة "روزاليوسف" فى صدر صفحتها الأولى يوم الجمعة الماضى، وذكرت فيه أن مصادر مسئولة فى وزارة المالية صرحت بأن المعاش المستحق للرئيس السابق لا يتجاوز 2000 جنيه من واقع ملفه بهيئة المعاشات العسكرية، وأن مبارك اعترض على قيمة المعاش الذى تم إخطاره بها فى اتصال تليفونى.

وسأتغاضى مؤقتا عن التاريخ غير الناصع للصحيفة، التى وظفت صفحاتها يوميا لسب وإهانة رموز وكوادر المعارضة، والتسفيه من جهدها لإقامة نظام ديمقراطى حقيقى، والتغزل فى محاسن الحزب الوطنى الديمقراطى وعمله المؤسسى، وسأفترض حسن النية فى إيراد الخبر، وأنه ليس حيلة لاستدرار التعاطف مع الرئيس السابق الذى جار عليه الزمن، وحُرم من النعيم والعز الذى كان يرفل فيه بدون رقابة ولا محاسبة.
وبعد التغاضى سأفاجئك بأنه سوف تتوفر فرصة نادرة للمواطن حسنى مبارك، الذى لا يفرقه الآن عن أى مواطن عادى سوى حمله للقب الرئيس السابق، لاختبار واقعى لظروف معيشة المصرى بهذا المبلغ، حتى يستوعب حجم أخطائه بحقه وعدم اكتراثه بالعمل لتحسين دخله وأحواله المعيشية، وأنه لم يكن يعلم ولو القدر النذير من معاناته وهمومه اليومية، لأنه أهمل تماما القيام بواجباته الجسيمة التى أقسم يمينًا دستوريًا على تنفيذها بهمة ونشاط، أهمل بارتكانه لحفنة من المساعدين غير الموثوق فيهم الذين فرضوا عليه سياجًا حال دون تدفق المعلومات الصحيحة إليه، وبعدم تفكيره فى النزول للشارع، لمعرفة ما يدور فيه، بل أنه لم يكن يرتح للتفاصيل، مكتفيا بالعناوين العريضة لقضايا الشأن الداخلى تاركا لابنه دفة السلطة يديرها فى الاتجاه الذى يهواه ويميل إليه.

كما أسأل الرئيس السابق: لماذا امتنعت طوال حكمك لمصر عن دفع الضرائب، وكذلك زوجتك وأنجالك وأصدقاؤكم من رجال الأعمال؟ ويتذكر المواطن حسنى مبارك، الذى كان يفاخر فى كل وقت وحين بعلاقاته الخارجية، أن المسئول فى البلدان المتقدمة يحاسب حساب الملكين من الناحية المالية ولا يستثنى من دفع الضرائب، ويتذكر أيضا أن رئيس الوزراء البريطانى الأسبق تونى بلير، الذى طالما حل ضيفا على مدينتك المفضلة شرم الشيخ على حساب الخزينة العامة، تعرض لانتقادات عنيفة لقبوله تذاكر مجانية من مصر للطيران لدى عودته لبريطانيا من شرم الشيخ.

كما أسأله عن تعمده إهدار المال العام بقضائه معظم أيام العام فى شرم الشيخ؟ فقد قدرت تكاليف إقامته هناك لثلاثة أشهر بنحو 100 مليون جنيه دفعت من خزينة الدولة، حيث كان يرافقه قرابة ألف شخص من أفراد السكرتارية والرئاسة والحرس والطباخين، بخلاف ميزانية السيارات والتنقل بالطائرات، وكلنا يعرف أنه أحاط نفسه بإجراءات أمنية مشددة استنزفت المال العام- ديون مصر 1080 مليار جنيه.

وأكاد أجزم بأن أركان نظام مبارك الذين نهبوا ثروات وأراضى البلاد لم يدفعوا مليما واحدا من الضرائب المستحقة عليهم، وحصلوا على أموال الدعم المخصص للمطحونين، ألم تكن تعلم بهذا وأنت رئيس؟

ألم تكن تعلم أن نسبة الفقر المدقع فى محافظة كأسيوط بلغ فى عهدك 61%، بينما كان نجلك جمال وأعوانه يحدثوننا عن الرخاء والتنمية الاقتصادية وعن مستقبل مصر 2050 والتبجح بأن ما يٌنشر عن الفقر مبالغ فيه، ثم صدعونا بأرقام السيارات واليخوت المباعة .. إلخ. يا سيدى الفاضل احصل على معاشك ولنر كيف ستحيى به، وجرب وأنت فى هذا العمر كم تعذب وقاسى المصرى، بينما كنت منشغلا عنه بتوريث الحكم لابنك، علك تستفيد ولو قليلا، وتعى أنك مدين باعتذار للشعب الذى صبر عليك سنة تلو الأخرى، وأن تكون عظة وأمثولة للجالس من بعدك فى القصر الرئاسى.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة