قطب العربى

من أطفيح إلى ماسبيرو

السبت، 12 مارس 2011 08:07 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ربما لم يدرك الشباب الغاضب فى أطفيح والذى هدم كنيسة قرية صول أن هدم الكنيسة قد يتسبب فى هدم الثورة المصرية المجيدة التى غيرت وجه مصر ونقلتها من عهد الذل والاستبداد والتخلف إلى عصر الحرية والنور والتقدم، وربما لم يدرك الشباب المسيحى الغاضب الذى قطع الطرق العامة كرد فعل على هدم الكنيسة أنه يشارك من حيث لا يدرى فى الثورة المضادة، والمؤكد أن عناية الله هى التى حمت مصر من هذه الفتنة العمياء.
حين تطورت ردود الأفعال، ولم تتوقف عند مجرد الاعتصام أمام مبنى ماسبيرو بل وصلت إلى القتل فى المقطم، تنادى المخلصون من أبناء الثورة، من علماء ودعاة ومثقفين للتحرك السريع لتطويق الفتنة فى مركزها، ذهبنا إلى أطفيح يوم الأربعاء الماضى لفض الاعتصام حول الكنيسة، وتسهيل مهمة إعادة البناء أمام القوات المسلحة التى تعهدت بهذا البناء فى المكان ذاته وعلى نفقتها الخاصة، كانت المهمة صعبة جدا، حيث تمترس شباب القرية حول الكنيسة بدعوى أنها لم تكن بالأساس كنيسة بل مجرد مبنى إدارى أو دار ضيافة، وأنهم اكتشفوا وقوع أعمال سحرية للمسلمين داخل الكنيسة بعد أن عثروا على كشوف بأسمائهم وأسماء امهاتهم، وهى أمور تثير سخرية المثقفين ولكنها تمثل يقينا لدى الطبقات الشعبية، ومن هنا رفض أولئك الشباب محاولة الجيش الدخول إلى الكنيسة وإعادة البناء والترميم، وطالبوا بنقلها إلى مكان آخر فى القرية.
ظل الوفد لساعات لايعرف كيف يصل إلى الكنيسة بطريقة غير مستفزة للمعتصمين وهم بالآلاف، تجنبا لهياجهم ومقاومتهم، وبعد مؤتمر شعبى كبير فى إحدى نواحى القرية تعهد خلاله جزء آخر من شباب القرية بوأد الفتنة، ذهب الشيخ محمد حسان والدكتور صفوت حجازى ومعهم بعض أعضاء الوفد إلى المعتصمين وتمكنوا من إقناعهم بفض الإعتصام، وهو ما تحقق فعلا مساء الأربعاء، حيث ذهبت بصحبة الدكتور هانى حنا عزيز والنائبان السابقان الدكتور محمد البلتاجى وعادل حامد إلى مقر الكنيسة بعد إخلائها من المعتصمين والتقطنا بعض الصور التوثيقية لذلك.
كان الاتفاق المبدئى مع المعتصمين هو منحهم مهلة 48 ساعة قبل أن تتم عمليات إعادة البناء، وفى اعتقادى أنها مجرد مسألة نفسية، رغم أننى شخصيا وغيرى كثيرون فى الوفد لم نكن نرى أى مبرر لذلك التأخير الذى كنا نرى أنه قد يتسبب فى المزيد من ردود الفعل المأساوية.
على كل حال انتهت المهلة وعاد الشيخان حسان وحجازى إلى القرية مجددا اليوم تنفيذا لوعدهما للشباب، ومن المفترض ان تتم عملية إعادة البناء ربما الليلة أو غد فى نفس المكان، وأتوقع أن يقوم التلفزيون الرسمى وغيره من القنوات بنقل وقائع بدء أعمال البناء.
أتمنى من المعتصمين فى ماسبيرو، أن يتجاوبوا سريعا ويفضوا إعتصامهم بمجرد البدء فى أعمال البناء، وأتمنى أن لا ينساقوا وراء بعض المتعصبين الذين يصطادون فى الماء العكر، ويرفعون مطالب جديدة غير بناء الكنيسة، وهذا ما شاهدته بنفسى فى بعض اللافتات والهتافات خلال زيارتى للمعتصمين مساء الجمعة، فنحن نريد ان ننهى هذه الفتنة سريعا لنتفرغ لبقية المهام الكبرى الخاصة بالتعديلات الدستورية، وإعادة الأمن إلى البلاد، وزيادة الإنتاج.

لقد كان من السهل أن نكتشف أن الأيدى التى حركت فتنة صول هى من فلول النظام المخلوع سواء كانت عناصر أمنية أو حزبية ممثلة فى بعض نواب مجلسى الشعب والشورى وتجار الأثار، وهو ما ألمح إليه البيان الصادر عن ممثلى عائلات القرية، وسيكون من السهل كشف من يتسبب فى أى فتنة أخرى مستقبلا وملاحقته، بفضل الوعى العالى لأبناء الثورة الذين لن يسمحوا للمتربصين بالإضرار بثورتهم وبوطنهم بعد أن ذاقوا طعم الحرية واستنشقوا هواءها.
لقد نجحت الثورة حتى الآن فى صد عدة هجمات مرتدة قوية أو الصمود فى مواجهتها مثل موقعة الجمل ومثل الإعتصامات الفئوية، ومثل حرائق أمن الدولة، ولن تكون آخرها فتنة صول، بل المتوقع أن تواجه الثورة هجمات أخرى من أعدائها الذين يمثلون فلول النظام المخلوع، ولكن نجاح الثورة فى مواجهة الهجمات السابقة يعطينا الأمل بقدرتها على مواجهة أى مؤامرات مقبلة.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة