جمال نصار

شباب التحرير وثورة التغيير

الأربعاء، 09 فبراير 2011 07:22 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الشباب قديمًا وحديثًا فى كل أمة عماد نهضتها، وفى كل نهضة سر قوتها، وفى كل فكرة حامل رايتها: (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدىً) (الكهف:13).

ومن هنا كثرت واجبات الشباب، ومن هنا عظمت تبعاتهم، ومن هنا تضاعفت حقوق أمتهم عليهم، ومن هنا ثقلت الأمانة فى أعناقهم، ومن هنا وجب عليهم أن يفكروا طويلا، وأن يعملوا كثيرًا، وأن يحددوا موقفهم، وأن يتقدموا للإنقاذ، وأن يعطوا الأمة حقها كاملا من هذا الشباب.

والشباب المتميز ‬هو‮ ‬الذى‮ ‬يلتزم‮ ‬بواجباته‮ ‬تجاه‮ نفسه ‬ومجتمعه،‮ ‬ولا‮ ‬يتخلى ‬عنه‮ ‬عندما‮ ‬يكون‮ ‬بحاجة‮ ‬إلى‮ ‬مساعدته‮،‬ و‬هو‮ ‬الذى‮ ‬يتعاون‮ ‬مع‮ ‬أفراد‮ ‬المجتمع‮ ‬في‮ ‬السراء‮ ‬والضراء،‮ ‬ولا‮ ‬يتخلى‮ ‬عنه‮ ‬وقتما‮ ‬يكون‮ ‬بحاجة‮ ‬إليه،‮ ‬وهو‮ ‬الذى‮ ‬يبادر‮ ‬دومًا ‬لعمل‮ ‬الخير،‮ ‬ويتصدى ‬باستمرار‮ ‬لأعمال‮ ‬الشر‮.‬

وشباب التحرير مثالا يحتذى بهم فى الإصرار على المطالبة بحقوقهم كاملة غير منقوصة، هذه الحقوق طالب بها العديد من القوى والهيئات والمؤسسات والنقابات والشخصيات العامة، ولكن دون جدوى، وبإصرار هذا الشباب وصموده سوف تتحقق آمال الأمة وتتخلص من الفساد والاستبداد الذى جثم على صدورنا ردحًا من الزمن، وسوف تتغير الأحوال إلى أحسن حال.

فالتغيير فى حياتنا أمر حتمى، وهو سنة من سنن الله سبحانه وتعالى فى الكون، والتغيير الذى نعنيه هنا هو التغيير الإيجابى، وهو سلسلة من الأعمال التى تقودنا إلى مستوى أفضل فى سائر شئون حياتنا، والخطوة الأولى على طريق التغيير هى الاعتراف بوجود مشكلة، والشعور بالحاجة إلى التغيير.

وهذه خطوة جوهرية لأن مشكلة الكثير منّا عدم إدراك هذه الأهمية، غير أن أغلب الناس يعانى من صعوبة فى التغيير، ويتألم لذلك، والكثير من الناس يرضخ للأمر الواقع، ويؤثر السلامة ويقاوم التغيير، وهذا مبعثه طبيعة النفس التى إذا اعتادت على شىء ألفته وارتبطت به وأحبّته، ومن ثمّ يصعُب عليها تركه وفطامها عنه، مثل الطفل الرضيع الذى تلقمه أمه ثديها، وعند وقت الفطام تكون معاناة شديدة للأم وللوليد، ولكن سرعان ما ينسى ما تجرعه من ألم، ويعتاد الطعام مثل الكبار.

ومقاومة التغيير تتشكل- غالبًا- من اعتقادات الناس فى جدوى التغيير، فضلاً عن عبء البداية الجديدة والتكهنات بالمتاعب التى سوف تطرأ، والمفاجآت التى يمكن أن تظهر وتسبب له المتاعب.

كل هذه هواجس ما تلبث أن تزول عند الدخول فى معترك التغيير، والبدء بأول خطوة وهى الشعور بالاستياء من الوضع الراهن ووجوب تغييره.

والتغيير يجب أن يكون جذابًا والبديل يجب أن يكون براقًا، فالذى يُقلع مثلاً عن عادة التدخين يجب أن يكون لديه رؤية واضحة عن المكاسب التى سيجنيها من جراء التغيير والنتائج الإيجابية المتحققة منه، فطبقات النيكوتين المترسبة على جهازه التنفسى سوف تتلاشى شيئًا فشيئًا وتعود عملية التنفس لطبيعتها، ويستطيع ممارسة الرياضة، ويستطيع أن يخالط الناس دون خشية تأففهم من رائحة الدخان التى تغمر أنوفهم، ويتجنب الأمراض المميتة، والأهم من ذلك كله بأن الله يمنّ عليه ويعافيه من عمل سيئ، ويحافظ على الأمانة التى أودعه الله إياها. وهكذا يجب أن يكون التغيير قابل للتطبيق وواقعى.

والتغيير – بطبيعته - ليس سهلا، ولكنه ممكن الحدوث إذا فهمنا واقعنا، وشعرنا بالخطر، وأيقنا بضرورة التغيير، هذه القناعة هى التى ستدفعنا حتمًا للتغيير على جميع المستويات، فمنك يبدأ التغيير، وعلى مقدار وعيك وجهدك تحصل التبدلات الإيجابية.

وكما يقول الشيخ محمد الغزالى: "إن العواطف الفاترة والأنفاس الباردة لا تحمى حقًا ولا تصون شرفًا لا سيما إذا حشا الباطل جنوده بالأوهام، ودفعهم ببأس شديد إلى اقتحام كل زحام".









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة