شوقى عبد القادر

الجاسوسة ماريان خورى

السبت، 05 فبراير 2011 07:31 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مثلها مثل العديد من الأشياء الجميلة فى حياتنا، تظهر بعفوية، ثم تتحول بعد ذلك إلى النقيض تماماً، أحدثكم هنا عن اللجان الشعبية، التى شكلها الأهالى فى الأحياء والمدن، بعدما اختفى فى ظروف غامضة رجال وزير الداخلية السابق حبيب العادلى مساء يوم جمعة الغضب، وبعدها انتشرت أعمال السلب والنهب المنظمة.

لن أطيل حديثى عن بعض السخافات التى بدأ يمارسها أعضاء تلك اللجان، بدعوى أنهم يقومون بتأمين وحماية منازلهم وممتلكاتهم بأنفسهم، وهذا حقهم طالما توارى بشاوات وبهوات الداخلية من الظهور فى الشوارع.

ولكن بالأمس فقط اكتشفت أن من ضمن مهام هذه اللجان، منع وصول الطعام والماء والدواء للشباب المتواجدين فى ميدان التحرير، واللافت أن ظاهرة منع وصول تلك المساعدات إلى المتظاهرين، بدأت مع الإعلان عن عودة رجال الشرطة إلى الشوارع مرة أخرى، صحيح أن معظم الضباط حاليا لا يرتدون الزى الميرى، باستثناء رجال المرور، ولكنك لست فى حاجة لعدسات مكبرة، لكى تفهم من الإشارات والمداولات، أنه على مقربة من اللجان الشعبية فى الشوارع المؤدية لميدان التحرير رجل شرطة، يوشك أعضاء اللجنة من فرط الانضباط أثناء وجوده أن يمنحوه التحية، وهنا لابد أن أشير إلى أن درجة الاستنفار تزداد بين أعضاء اللجنة أو الكمين، إذا ما كان الشخص يحمل فى سيارته أو بين يديه كمية من الطعام والشراب أو الأدوية أو الأغطية، وكأنهم استطاعوا الإيقاع بضبطية مخدرات أو سلاح، ولولا ما يمر به البلد من ظروف، لقام أعضاء اللجنة بتوثيق الواقعة صوت وصورة، على اعتبار أن المضبوطات من ماء ودواء وطعام وبطانية هى مجموعة من الأحراز أو دليل إدانة ضد حامل هذه الأشياء.

حوادث الاستيلاء على الأطعمة وزجاجات المياه من قبل اللجان الشعبية لم يسلم منها العديد من أهالى وأصدقاء الشباب المتظاهرين فى ميدان التحرير والنشطاء الحقوقيون، ومن رقت قلوبهم وحملوا بين أيديهم بعض الأغطية والأدوية بعدما شاهدوا أنهار الدماء تسيل من جباه المتظاهرين بعد الهجمات المنظمة التى تعرضوا لها على مدار الأيام الماضية، وكان من أبرز ضحايا تلك الكمائن المخرجة والمنتجة السينمائية مريان خورى، التى تعرضت لاعتداء بالضرب والسب من قبل مجموعة كبيرة من البلطجية، تضم رجالا ونساء فى منطقة وكالة البلح، بعدما اشترت 50 بطانية ليفترشها المتظاهرون، ولكنها فوجئت بمن يقوم بضربها بلا هوادة والاستيلاء على كل ما كان معها من بطاطين ومتعلقاتها الشخصية، ولكن أشد ما كان يؤلم هذه السيدة الفاضلة، اتهامها من قبل البلطجية، بأنها جاسوسة لـ"العيال بتوع التحرير".

وقبل أن أنهى تلك السطور، أود أن ألفت نظر الجهة "الغامضة" التى تستعين بالبلطجية لمنع وصول المساعدات للمتظاهرين فى ميدان التحرير، إنها بذلك منحت أرباب السوابق فى مختلف المناطق والأحياء الحق فى سرقة المواطنين"عينى عينك".









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة