جمال العاصى

عندما تتحول النعمة إلى نقمة!!

الإثنين، 28 فبراير 2011 08:14 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لاحظت فى الأيام التى نعيشها أن البعض يهرب من ركوب سيارته الفارهة غالية الثمن والتى كان يختال بها وسط أصدقائه وأهله وجيرانه، وراح يخفيها فى جراج سرى ويركب سيارة عادية.. بسيطة لا تخضع لحسد الحاسد بها وعيون الحاقدين.. الأعجب أيضاً أن هؤلاء هربوا من القصور الفخمة التى شيدوها واستوردوا لها أفخم الأثاث من خارج البلاد، وعادوا إلى الشقق البسيطة التى بدءوا فيها حياتهم، وباتت هذه القصور حملاً ثقيلاً شعر أصحابها بأنها مطمعاً للطامعين.. بل وشعروا أيام الذعر والرعب أنها مستهدفة من اللصوص والهجامين فذهب الجميع يتمنى لنفسه السلامة والأمان مقابل الاستغناء عن تلك القصور الكبيرة.. حتى بدلة الشرطة التى كانت مثاراً للإعجاب والفخامة والنبلاء خلعها الضابط بعدما باتت هذه البدلة سيئة السمعة أو رمزا سيئا لصاحبها الذى يرتديها من حالة الكراهية التى ساهم النظام البائد فى تصديرها وغرسها بين الشعب والشرطة.. وعلى ما يبدو أن كل النعم التى منحها الله للإنسان فى الأرض قد تحولت إلى نقمة وأحمال ثقيلة على أصحابها فإذا كان البيت الفخم وسيارة الفارهة وبدلة الشرطة كلها نعم يستمتع بها أصحابها فلماذا تحولت إلى نقمة.. أهى رسالة من الخالق الجبار إلى عباده لعلهم يتعظون أم هى رسالة إلى محدودى الدخل والفقراء لكى لا يظنوا طول الوقت أن السعادة فى السيارة الكبيرة والقصر الفخم وأن الهدوء النفسى ربما يكون أغلى السلع على الإطلاق.. هل أراد الله أن يعيد ترتيب هذه الأمة مرة أخرى بعدما صارت الأحقاد والصراعات سمة من سماتها.. هل جاءت ثورة 25 يناير لتكشف للشعب المصرى أن الفساد والحرام مهما امتدت جذوره وتشعب فى الأرض وظن أنه الأقوى والأكثر تأثيراً فعمره مهما طال "السقوط" والفضيحة والتجريس..

أزعم أن المولى عز رجل أراد أن يؤكد لنا أن أصحاب خطوات الرزق الحلال والذين يحكمون ضمائرهم ويرضون بما قسمه الله لهم ليسوا متخلفين ولا رجعيين وأن الفهلوة والسرقة والنهب والخطف ليسوا علامات النباهة والنصاحة والتقدم وليس كثرة المال دليل الفطنة والذكاء، كما كان يروج سماسرة وانتهازيون عصر مبارك البائد.. ويبقى ويظل "الحلال بين.. والحرام بين" وقطع أيادى سارق المال العام مهما كانت حصانتهم وحمايتهم فى الأرض، لأن رب السماء قادر على خسف فرعون مهما علا شأنه وجاهه وسلطانه.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة