د. جمال نصار

ثورة 25 يناير والطريق إلى العمل الجاد

الأربعاء، 23 فبراير 2011 07:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما قامت به ثورة 25 يناير فى مصر من تغيير للنظام وزرع للأمل فى النفوس فى مستقبل أفضل، نتباهى به فى كل أنحاء العالم ونرفع الصوت عاليًا أنا مصرى وأفتخر، فأنت حينما ترى هذا الشباب وهو مُصرّ على تحقيق آماله وطموحاته تعتز بمصريتك، وتعلم يقينًا أن المستقبل سوف يكون مشرقًا باهرًا - بإذن الله - بمواصلة الثبات والصمود والسعى الحثيث نحو التغيير والإصلاح وتكاتف الجهود.

وتعتز – أيضًا - حينما ترى هذا الشباب من كل لون وجنس يقوم بتطهير وتنظيف الشوارع والميادين، ويهدف من ذلك إلى تطهير الدولة من الفاسدين وناهبى ثروات البلاد والعباد، ومن ثمّ يجب على المجلس الأعلى للقوات المسلحة – الذى قام بدور مهم فى حماية الثورة - الإسراع فى محاسبة المفسدين، وإصلاح ما أفسده النظام البائد.

بعد ذلك علينا أن نعى أنه قد حان الوقت للعمل الجاد المثمر البنّاء، كل فى ميدانه يسعى لتحقيق الأفضل والأحسن لرفعة مصرنا.

فالله - تبارك وتعالى - قد خلق الإنسان ليعمر الأرض ويبنى ويزرع ويصلح ما فسد ويواجه المصاعب ويتحدى العراقيل بصبره وعزمه وقوة إرادته، ولا يختلف أى إنسان فى أن العمل الوسيلة الوحيدة لتعمير الأرض، وبالتالى لتحقيق طموحات الفرد وازدهار المجتمع، لذا كل فرد فى المجتمع مطالب بالعمل والاجتهاد فى ميدانه وتكريس نفسه وجهوده للمهمة المنوطة بعهدته للبلوغ بها إلى أرقى وأسمى درجات الإتقان, فتلك هى الطريقة الوحيدة إلى السعادة إذ لا سعادة إلا بالعمل.

والعمل فى الحقيقة يساهم فى تنمية شخصية الفرد وفى تفتق مواهبه وبلورة أفكاره، أما بالنسبة للمجتمع فهو يعتبر الوسيلة الوحيدة للخروج من التخلف بصورة سريعة وجذرية، فعن طريقه تزدهر الصناعات والفنون والمرافق المادية، فيتمكن المجتمع عندئذ من التغلب على الأوضاع الرجعية والبالية، ولكى تتحقق هذه الفوائد العديدة وجب علينا تنظيم العمل والقيام به على أحسن وجه، فإذا ما أخل الفرد به فسد النظام وتراكمت الأعمال، وتعددت العقبات وأخذت الجماعة البشرية تتقهقر ثم لا تلبث أن تنهزم.

ومن ثمّ نرى أن الفرد المتقاعس عن العمل خطر على المجتمع، وأنه عنصر زائد وفاسد ليس جديرًا بالحياة إذا لم يقم بشكر نعمتها وباستثمارها لنفسه وعائلته ووطنه وللبشرية جمعاء، بل هو يستنزف جهودهم فهو أشبه ما يكون بتلك النباتات والأعشاب الطفيلية التى تلتصق بالأشجار المثمرة تزاحمها فى غذائها الذى تستمده عروقها من الأرض.

إن المتقاعس عن العمل ساقط لا محالة فى هوة الشقاء، إذ إنه مهما كان مجده وماله فهو لا يعرف طعم ذلك الشعور الذى يغمر العامل، عندما يفرغ بنجاح من أداء وظيفته فى الحياة فيرى فكرته التى هى جزء من روحه تتجسم فى نوع من المنتجات المفيدة.

إن قيمة المرء الحقيقية لا تقدر بما يملك من مال ومتاع، ولكن بما أنتجته قريحته وصنعت يداه, ومن هنا نستنتج أن العمل له فوائد كبيرة على الفرد والمجتمع إذا أنجز بإخلاص وإتقان.

إن أهم الإنجازات التى نحققها فى الحياة ليست تلك التى ترضى وتسعد الآخرين – فحسب - بل أهمها ما يسعدنا ويحقق ذواتنا ويترك فى أعماقنا وقلوبنا شعاعًا من الرضا وراحة البال ينعكس حتى فى تعاملنا مع الآخرين، ومتى ما وصلنا لهذه الدرجة كان من السهل علينا أن نقوم بما هو عادل ومنطقى حتى لو كان العالم كله حولنا يفعل غير ذلك.

فهيا يا شباب إلى العمل الجاد المثمر البنّاء، وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون
وكما قال أحمد شوقى:
وما نيل المطالب بالتمنى ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
وما استعصى على قوم منال إذا الإقدام كان لهم ركابا








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة