وجدى الكومى

وتعيشى يا ضحكة مصر

الأربعاء، 02 فبراير 2011 06:59 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أين اللجان الشعبية وأين شباب مصر الشرفاء
من يصب الآن الزيت على النار، كى تتأجج مصر أكثر، وتشتعل؟ وأين هى ضمائرهم، وهم يسمحون باندلاع الاشتباكات بين المصريين وبعضهم البعض، أين جهاز الشرطة الذى صدرت له تكليفات محددة بحفظ الأمن، والاستقرار؟ ومن سمح بإسالة شلالات الدم فى ميدان التحرير؟ الذى لم يعد ميدانا للتحرير، وإنما أصبح ميدانا للفتنة، والقتل؟

من مدّ إلى المصريين إصبعا بالإساءة، سوف تمتد إليه الأذرع يوما بالعقاب، على إساءته لمصر، وللمصريين.

كل من أخفقوا اليوم فى أداء رسالتهم الوطنية، والأمنية، وكل من تسببوا فى المشهد الدامى الذى لن تنساه الذاكرة بسهولة، ولن تمحوه صفحات التاريخ، لن ينجو من الحساب، ولن يفلت من المساءلة، حتى لو تطلب الأمر أن تحاكمهم محاكمات التاريخ، التى لا ترحم، ولا تنسى، ولا تغفر، وربما يظل ما يحدث اليوم الأربعاء الثانى من فبراير، أكبر بقعة سوداء فى تاريخهم، وستظل هذه البقعة مستعصية على المحو، مهما قدم مرتكبو هذه المجزرة من تنازلات، ومن اعتذارات.

كيف انقسمت يا مصر؟ كيف تحولت بين يوم وليلة إلى فريقين متصارعين، وعلى ماذا تتصارعون جميعا، إن مصر التى فى خاطرى تنزف، ونزيفها ليس دما، إن مصر التى تقتلونها الآن لن تسامحكم جميعا، على ما اقترفته أيديكم فى حقها، ماذا تفعلون بها، ارفعوا أيديكم الآن عن مصر، ارفعوا أيديكم، وليرحمك الله يا مصر، ليرحمك الله على ما فعله بك أبناؤك، إن ميدان التحرير الذى تحول لساحة حرب، بما شهده من كر وفر، واستعانة بالعربات وجعلها متاريس، سوف يظل عالقا بجباهنا، كل ما حدث فيه من قتل، وسفك لدماء المصريين، لن تمحوه الذاكرة.

إن الحكومة التى لا تستطيع الآن أن تتدخل، وتجذب إليها جميع أطراف الخيوط، لن تستطيع بعد يومين، أو بعد أشهر، عمل إصلاح حقيقى، اسمعوا جميعا لصوت العقل، وسارعوا بإنقاذ وطننا الذى يحترق فى الميدان، أرجوكم أن تفعلوا شيئا، كى لا تضيع مصر منا، أرجوكم، أخاطبكم والدموع فى عينى، لا أستطيع أن أكبتها، كما لا تستطيعون أنتم أن تعيدوا إلينا الأمن الذى فقدناه، أخاطبكم، وأطلب منكم، مثل أى شاب مصرى، أن تسارعوا بإنقاذ ما يمكن إنقاذه، سارعوا بإطفاء لهيب الاشتباكات التى اندلعت منذ ظهر اليوم، ولم تهدأ حتى السادسة من مساء الأربعاء الدامى، حاولوا أن تتجاهلوا مصالحكم الشخصية، وانقسامكم، وسقوطنا فى خنادق متفرقة، وتذكروا فقط، ضحكة مصر.

إن الصدامات التى جرت اليوم وتجرى حاليا، فى ميدان التحرير، ليست صدامات حول الشرعية، ولكنها صدامات حول الكعكة، إن ما يجرى فى مصر الآن، ليس بفعل فاعل، وإنما هو بفعل عدة فواعل، تآمروا جميعا على ثرى مصر، وعلى روحها، وعلى قلبها الطيب، وعلى نبتها العزيز، وعلى شبابها الغض، لن تنام مصر اليوم على جريمتهم قريرة العين، ولن تغفر لهم البشرية، ما فعلته أصابعهم اليوم فى ميدان التحرير، وما كتبته أقلامهم ووصفهم للمتظاهرين، بأنهم خونة، كيف نصف بعضنا البعض بهذه الأوصاف، وكيف تستحل أيدينا أن نقذف بعضنا بالحجارة، ولماذا؟ وعلى أى شىء؟ والوطن يحوينا ويجمعنا، ولم يلفظنا؟ كيف نسفك دماء بعضنا البعض، وكيف ننسى جميعا، إننا شركاء فى نفس الوطن؟ لقد شاهدت بعينى، عربات نقل تقوم بتوزيع زجاجات المياه الغازية على جموع المتظاهرين المؤيدة لبقاء الرئيس فى السلطة، فمن يقذفهم فى ميدان التحرير بالمواد الحارقة من أسطح بنايات الميدان؟









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة