محمد منير

الشعب الثائر وعصابات الأنابيب

الأربعاء، 02 فبراير 2011 02:45 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انتفاضة حرامية.. فوضى.. تهديد أمن الوطن والمواطن.. إثارة البلبلة.. عبارات متكررة ومملة يكررها النظام المصرى تجاه أى حركة احتجاج ضده. هى عبارات ليست جديدة، وصف بها السادات المتظاهرين من أجل لقمة العيش عام 1977، ووصف بها النظام انتفاضة الشعب المصرى للاحتجاج على الاعتداء الأمريكى على العراق.. هى عبارات ثابتة لدى كل رموز النظام الحالى فى المؤسسات التعليمية يواجهون بها النشء عندما يريدون التعبير عن رأيهم.
الجديد فى أداء النظام اليوم هو أنه حوّل سيناريو الاتهام الشفهى إلى مشاهد تحريرية، وهو تطور أمنى يحمل صفتين متناقضتين.. البراعة والسذاجة.
فجأة انسحبت الشرطة من الشارع واختل الأمن العام بشكل منظم، وهاجمت العصابات المسلحة المواطنين فى زوايا مصر من الصعيد إلى الإسكندرية وبشكل واحد وأدوات واحدة وأسلوب واحد دون استخدام وسائل اتصالات لانقطاعها، وكأنه جمعهم وجدان انحرافى موحد وخبرات منظمة قيمة.
عصابات تهاجم مستشفى 5757 لماذا؟.. لا أعلم!
عصابات تهاجم سجون الداخلية، وتقتحم الزنازين بشكل منظم، وكأنهم يحملون خريطة إرشادية، كيف وبأى أدوات؟.. لا أعلم!
عصابات تهاجم المتحف المصرى لماذا؟.. لا أعلم!
عصابات تروّع المواطنين فى الشوارع بشكل استعراضى، لماذا؟.. لا أعلم!
الثابت أن هذه العصابات كانت تقوم بأعمالها وكأنها تنظيم ثورى يعلن عن نشاطه بكل فخر.
إذا سلمنا أن مصر بها مثل هذه الجماعات الإجرامية المنظمة بدقة فلا أعتقد أنها وليدة الساعتين اللتين انسحبت فيهما الشرطة كأنها عصابات أنابيب تم تخليقها فى ساعتين.. وإذا كان وجودهم وليد السنوات السابقة فهذا دليل على فشل مؤسسة الشرطة فى حماية الأمن العام فى مصر طوال السنوات الماضية.
سؤال آخر: ما الهدف من الإعلام القوى عن هذه النشاطات الإجرامية بالمخالفة مع طبيعة اللص الذى يرغب السرقة فى هدوء ودون أن يراه أحد؟.. يواكبه نشاط ليس مصادفة من الإعلام المصرى يزيد من ترويع المواطنين حتى أن أحد المذيعين المستدعين من الاحتياط وقف يبكى فى التليفزيون ويقول «احموا بناتكم من الاغتصاب».. وفى المقابل مشاهد للمظاهرات المصرية التى خرجت تطالب بالحرية والتغيير والعدالة فى إيحاء بأن هذه المظاهرات والمطالبة بالتغيير مسؤولة عن مشاهد الفوضى المخرجة بشكل بارع. على العموم هناك حقيقتان.. الأولى أن ملحمة الشعب المصرى لحماية نفسه ضد الناهبين سواء كانوا لصوصا أو أفرادا يؤدون مهمة رسمية، تؤكد أن الشعب قادر على حماية نفسه بشكل يفوق قدرة الشرطة على حمايته.
الحقيقة الثانية أن رموز السلطة المغضوب عليها من الشعب يؤكدون كل يوم أنهم لن يتركوا هذا الوطن إلا خرابة بنظرية «يا فيها يا أخفيها».
الشعب ليس لصا، والمظاهرات سلمية، ولصوص الأنابيب ليسوا إلا أبناء غير شرعيين للنظام.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة