شوقى عبد القادر

ماذا يريد الرئيس؟

الجمعة، 11 فبراير 2011 12:16 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انتظرنا أمام شاشات التليفزيون، حبسنا أنفاسنا استعداداً لسماع الخطاب الثالث للرئيس، طال بنا الانتظار، ثم طل علينا مبارك، سمعنا كلمته المسجلة، نعم هى كانت كذلك وأسالوا أى مخرج أو خبير مونتاج.

المهم أن الرئيس قال كلمته ومضى، ولكنه تركنا خلفه نتساءل فيما بيننا ماذا يريد الرئيس؟ هل يريد مزيداً من الشهداء؟ هل يريد أن يثبت للجميع ، أنه لن يغادر منصبه إلا فى الوقت الذى حدده سلفاً، مهما علت صيحات الثوار والحالمين بالتغير؟ فأنا وغيرى سواء كنا فى مصر أو خارجها لم نكن نتوقع أن يخرج خطاب الرئيس مبارك محبطاً ومراوغاً بهذا الشكل.

المعتصمون منذ 18 يوماً فى ميدان التحرير، بلغ عددهم ليلة أمس حوالى 3 ملايين أو يزيد ، بعدما توافد عليهم آلاف المتظاهرين الجدد لسماع خطاب الرئيس، كانوا يعتقدون أن رسالتهم الواضحة، وصلت إلى السادة سكان قصر العروبة بالشكل الكافى، كانوا ينتظرون على أحر من الجمر وعلى أطراف البنان، أن يعلن مبارك بشكل صريح تنحيه عن السلطة، والابتعاد تماماً عن خشبة المسرح السياسى.

لكن ما فهمناه من الخطاب، أن الرئيس قرر تفويض سلطاته إلى نائبه اللواء عمر سليمان، ولكن هذا التفويض ربطه الرئيس بالدستور، وهذا معناه أن النائب ليس بوسعه أن يتخذ قرارات مصيرية، فهذه القرارات حسبما ينص الدستور بيد رئيس الجمهورية فقط، أو بعبارة أخرى إن هذا التفويض، سيصبح قاصراً على الأمور العادية، وبإمكان النائب ممارسة صلاحيات الرئيس، فيما عدا 3 أمور، هى حل البرلمان، وطلب تعديل الدستور، وإقالة الحكومة.

وفى الحقيقة إن ثوار التحرير ومعتصميه والمتعاطفين معهم والمقتنعين بعدالة ومشروعية مطالبهم، لم يكن حرصهم على سماع خطاب الرئيس نابعاً من حرصهم على سماع جزء من السيرة الذاتية للرئيس، أو قرار التفويض الشكلى للنائب، وإنما كانوا يرغبون فى أن يقول الرئيس "لقد خدمت هذا البلد بما يكفى وحان الوقت لأستريح" وسأترك للنائب عمر سليمان إدارة المرحلة الانتقالية، والإشراف على عملية الانتقال السلمى للسلطة، وفى رأيى الشخصى، إن هذا فى حال حدوثه على الرغم من تحفظ كثير من المعتصمين على وجود عمر سليمان فى صدارة المشهد، إلا أنهم كانوا سيحتفلون بنجاح ثورتهم، ويعودوا إلى ديارهم.

الآن فقط أستطيع القول أن المشهد بات أكثر خطورة وغموضاً مما سبق، ودليلى على ذلك ردود الأفعال الصاخبة التى تلت خطاب الرئيس مبارك، فعلى مدار 18 يوماً لم يفكر الثوار فى ميدان التحرير التوجه إلى قصر العروبة، وهو ما حدث بالأمس، فالرئيس مازال متمسكاً بالسلطة ولن يتخلى عنها، ومتمسك بالأشهر الباقية من فترة رئاسته، وثوار يناير لا يعتقدون أن تغيير بعض المواد فى الدستور ، وتقديم بعض من رموز الفساد إلى جهات التحقيق أمور كافية ليغادروا ميدان الشهداء التحرير سابقاً، فالرئيس مازال يراهن على عامل الوقت، ولكن هذا الوقت بالنسبة للمعتصمين فى التحرير نار حارقة، تدفعهم إلى التفكير فى إجبار الرئيس على الرحيل ولو بالقوة، فنصف ثورة تعنى فى الأدبيات الثورية الموت على قارعة الطريق.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة