محمد الدسوقى رشدى

نصف براءة للمجلس العسكرى

الثلاثاء، 27 ديسمبر 2011 07:41 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الإنصاف يدفعنا دفعا إلى هذا الطريق.. طريق الاعتراف بأن القدماء من أجدادنا كانوا على حق حينما قالوا: (القفة أم ودنين، بيشيلوها اتنين)..

أنت تعرف المثل بالطبع، وبالتالى ستدرك أن مصر هى «القفة» وأن المجلس العسكرى والقوى السياسية والثورية هما الاثنان المفترض فيهما أن يحملاها من «الودنين»، ولكن خالف كل طرف المثل الشعبى الشهير وجذب «الودن» التى يحملها حتى تمزقت «القفة» أو أصبحت فى طريقها إلى ذلك.

هدأت الأمور قليلا وأصبح معلوما بالضرورة للجميع أن جنرالات المجلس العسكرى الحاكم هم المسؤولون عن تدهور وضع المرحلة الانتقالية بصفتهم الجالسين على دفة إدارة شؤون البلاد، ولكن بات من الضرورى أن تكتمل المعلومة ويدرك الجميع أن القوى السياسية والثورية والنخبة المثقفة والإعلامية التى صدرت نفسها للحديث باسم الثورة تتحمل الوزر والذنب الأكبر لهذا التدهور الذى ضرب المرحلة الانتقالية فى مقتل.

(رحم الله امرأً أهدى إلى عيوبى)، هكذا قال سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه، وهكذا وصل عبر الإيمان بهذا الطريق إلى قمة العدل، وإذا كان السادة فى المجلس العسكرى لا يحبون هدايا من هذا النوع الذى كان يفضله خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن باب أولى أن يكون هذا النوع من الهدايا هو المفضل للقوى السياسية والنخبة المثقفة التى ترفع شعار البحث عن العدالة والحرية، غير أن الواقع بلا أى عمليات تجميل أو شفط لقبائحه يقول بأن القوى السياسية والثورية لا تختلف فى هذا الأمر عن المجلس العسكرى، فالإخوة فى الأحزاب السياسية المختلفة، والائتلافات الثورية المتنوعة يرون فى كل صاحب كلمة نقد لهم عميلا وفلولا وضد الثورة، ويعتبرون أن عمليات كشف ونقد أخطاء المعتصمين أو شباب الثورة أمر يندرج تحت بند الحرام والخيانة، ويرفعون شعار «مش وقته»، وهو بالمناسبة نفس الشعار الذى كان يصدره لنا مبارك تحت مظلة حماية الأمن القومى مرة، أو لأن الأجواء غير مناسبة للحديث عن هذه الأخطاء.

دع أخطاء العسكر على الرف الآن، وركز مع نفاق الإعلاميين وتلونهم، ومع تحول المثقفين إلى «هتيفة» رغم أن دورهم الحقيقى يقتضى منهم أن يكونوا صوت العقل، أنا أعرف يقيناً أن عددا من رموز الفكر والأدب أصبح ظهورهم على الشاشة عبئا على عقل المواطن وقلبه وعلى الثورة أيضا ليس فقط لأن كثرة صراخهم أفقدتهم المنطق، ولكن لأن تركيزهم فى الهتاف أبعدهم كثيرا عن الموضوعية وطريق الحق، أصبحوا مثلهم مثل «هتيفة» العباسية يبحثون عن الكلمات التى تسبب الوجع قبل أن يبحثوا عن الكلمات التى تداوى الجروح وتحل المشاكل.

القوى السياسية والثورية فى قفص اتهام واحد مع المجلس العسكرى إن كنا نتكلم عن تهمة اسمها إفساد المرحلة الانتقالية لمصر، فإذا كان العسكرى ذا نوايا سيئة ولا يملك بوصلة سياسية واضحة، فالقوى السياسية تتحرك نواياها نحو المكاسب الشخصية، كما أنها فشلت فى تقديم مخطط سليم واقتراحات واضحة تحمل توافقا جمعيا، وإذا كان المجلس العسكرى يستخدم أسلحة التخوين والعمالة والتمويل ضد الحركات السياسية، فالحركات السياسية نفسها تستخدم نفس الأسلحة ضد بعضها وقت الاختلاف وراجع حرب التصريحات بين الإخوان والمصريين الأحرار أو بين الإخوان والاشتراكيين الثوريين.

لا أقول من وراء ذلك أن المجلس العسكرى برىء، ولكن أقول أنه إذا كان المجلس الذى لا يفهم فى السياسة «خيبته» السبت والأحد، فإن خيبة القوى السياسية التى تعمل أصلا بالسياسة لم ترد على أى حد.








مشاركة

التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب مصدر السلطات

مقال رائع - لقد اصبت كبد الحقيقه - هناك بالفعل مساوىء كثيره للثوار وليس للثوره

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب مصدر السلطات

اول هذه المساوىء الغرور - كل مجموعه نسبت الفضل لنفسها واخذت تتنافس بالمظاهرات

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب مصدر السلطات

تفكك الثوار بدا معها تفكك الشعب واختلط الحابل بالنابل واختلطت الامور وتاه الطريق

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب مصدر السلطات

ورغم كل السلبيات لابد ان نعترف ان الثوره المصريه حررت الانسان المصرى وانتهى عصر للخلف در

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

osama

مقال متوازن

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد خاطر - منسق الوسط بالتجمع الخامس

الاتحااااااااااااد

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب مصدر السلطات

لقد شهد العالم كله بعظمة الثوره المصريه وسلميتها واناقتها واعتبرها اعظم ثورات التاريخ

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب مصدر السلطات

وللانصاف يجب ان نقول ضعف الامكانيات والثوره المضاده كان لهما بالغ الاثر فى سرعة الانجاز

عدد الردود 0

بواسطة:

مواطنة مصرية

الى مصدر السلطات

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب مصدر السلطات

كل ما يهمنا الان ان تعود مصر مدنيه وان تخرج من قبضة العسكر والمستبدين

وهذا ما ذكرته بتعليقاتى امس - الدستور

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة