محمد حمدى

غزوة محمد محمود

الأربعاء، 23 نوفمبر 2011 09:57 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى سبعينيات القرن الماضى، وحين كنت تلميذاً بالصف الأول الإعدادى، بمدينة المحلة الكبرى، تظاهر عمال شركة مصر للغزل والنسيج، للمطالبة بزيادة الأرباح السنوية، خرج المتظاهرون من محيط الشركة، وطافوا مدينة المحلة، وخرج طلاب المدارس وانضموا للمظاهرة.

وأنا فى الثالثة عشر من عمرى، كنت أجرى على القنابل المسيلة للدموع وأعيد قذفها مرة أخرى على قوات الأمن، رغم أننى والآلاف من زملائى فى المدارس الذين انضموا للمظاهرة، لم نكن نعرف شيئا عن حوافز العمال، ولا علاقة لنا بها.

عاد هذا المشهد إلى ذهنى وأنا أستقل المترو من المعادى فى طريقى إلى مقر عملى فى جريدة الأهرام، حيث وجدت المئات من المراهقين الذين لا تتجاوز أعمارهم 14 عاما يملأون عربات المترو، ويهتفون ضد الداخلية، ولا يخفون نيتهم فى تلقينها درسا مهما لن تنساه.

هؤلاء المتظاهرون الجدد فى المترو يدرسون فى المدرسة الصناعية بعين حلوان، يعتبرون أنفسهم من ثوار 25 يناير، وهم وغيرهم من طلاب المدارس الإعدادية والثانوية تحولوا إلى وقود لغزوة شارع محمد محمود التى تدور منذ الأحد الماضى، وأدت إلى مصرع ثلاثين شخصا وإصابة الآلاف.

فى غزوة محمد محمود يصر الآلاف من الشباب الصغير، ومن الألتراس الأهلاوى والزملكاوى على الأخذ بالثأر من الشرطة فى شارع محمد محمود، واقتحام وزارة الداخلية، وما تيسر من مديريات الأمن فى المحافظات، وبعض أقسام الشرطة، بينما المعلن من جانب الأمن والمسئولين فى الدولة، أنه لن يتم السماح بالاعتداء على وزارة الداخلية أو أى مبنى حكومى أو خاص، وخاصة وزارة الداخلية باعتبارها أحد رموز الدولة، بغض النظر عما إذا كنا راضين عن أداء الشرطة أم لا.

على الجانب الآخر يتدافع الشباب الصغير فى شارع محمد محمود للنيل من الشرطة، أو كما قال لى بعض من جاء فى المترو من حلوان: يجب أن نهزم الداخلية!

إنه تقريبا نفس المشهد الذى عشته، وأنا فى نفس العمر فى مدينة المحلة الكبرى، لكن الفارق الوحيد أن أهلنا فى المحلة حينما عرفوا بما نفعله أسرعوا وأعادونا إلى البيوت، أما المتظاهرون الجدد فى غزوة محمد محمود فهم يجدون فى وسائل الإعلام من يبرر لهم ما يفعلون، ومن يدفعهم على الموت المجانى.. ويجدون فى نفس الوقت من يحشدهم فى الميدان ويوجههم إلى الموت لتحقيق أهداف سياسية دون اعتبار لبراءة وحداثة سن الضحايا الجدد فى محمد محمود.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

د. وحيد مفضل

معك كل الحق

عدد الردود 0

بواسطة:

يحيي رسلان

احييك يا استاذ حمدي

عدد الردود 0

بواسطة:

من مصر

في المحله

عدد الردود 0

بواسطة:

spimakist

نعم نعم نعم

متفق معك تماما

عدد الردود 0

بواسطة:

ماجد

قلت الحقيقه

لقد قلت الحقيقه تماما ...احييك

عدد الردود 0

بواسطة:

مدحت إبراهيم

مؤسسة الأهرام مؤسسة النفاق!

عدد الردود 0

بواسطة:

Osama

Thank you

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود

كلام محترم

عدد الردود 0

بواسطة:

yasser

تحليل دقيق

عدد الردود 0

بواسطة:

alaa milano

احييك

احييك

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة