محمد إبراهيم الدسوقى

محاسبة قتلة ميدان التحرير

الإثنين، 21 نوفمبر 2011 08:07 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كغيرى من المصريين، تابعت بحزن وآسى بالغين مهرجان استعراض العضلات فى ميدان التحرير، الذى بدأ الجمعة الماضية بمليونية الإخوان المسلمين والسلفيين ومن شاركهما من التيارات غير الدينية، واختتم بحرب الشوارع بين المعتصمين وقوات الشرطة المدنية والعسكرية أيام السبت والأحد والاثنين الماضية، وما رافقها من عنف مفرط تكفل الأمن بالنصيب الأكبر منه، جراء اندماج كل طرف فى "لعبة الرست"، ورغبته الجامحة فى الفوز فيها بأى ثمن، وليذهب الوطن إلى الجحيم. فالمهم إظهار قوتى وسيطرتى على الميدان، الذى اختزلت مصر فيه، وأصبحت رهينة له ولما يدور فيه من أحداث ومآسى تؤخر نهضتها المرتقبة. ولدى تأملى ما بثته الفضائيات من مشاهد ضرب وسحل وإهانة مخزية للمتظاهرين على يد قوات الأمن، تخيلت للحظة الغبطة والبهجة التى سوف يشعر بها الرئيس السابق حسنى مبارك وأجنحة نظامه، وهم يتابعون حلقات المصارعة الحرة فى التحرير، وتحدثهم أنفسهم بأنهم كانوا على حق، عندما حكموا البلاد بالقبضة الحديدية، وأن الشعب المصرى غير جاهز للديمقراطية وللحياة الكريمة.

أيضا فإن تلك المشاهد استدعت لذاكرتى واقعة غرق محطة مصر، عقب انفجار ماسورة مياه عمرها 80 عاما، بسبب افتقارها لنظام صرف يقيها من حوادث مماثلة مع أنها بقيت لأشهر خاضعة لعملية إحلال وتجديد، حتما سوف تسأل باستغراب: ما علاقة الحادث بما وقع فى ميدان التحرير؟ توجد علاقة وطيدة ياعزيزى، فمشكلة مصر فى لحظتنا الآنية أنها بدون نظام صرف سياسى، ودعنى أشرح لك الفكرة بإيجاز شديد. فما أن رحل مبارك من السلطة، انشغل الجميع بالبحث عن صالحه ومشاريعه الآتية، وحبذ كل طرف الاتجاه الفردى فى حركته، إلا إذا حتمت الظروف السير بمعية بعض الأطراف لتحصيل منفعة ما، فى حين لم يهتم المجلس العسكرى الذى آل إليه الحكم بشق قنوات تستخدم فى تصريف شحنات الغضب الشعبى أولا بأول، مفضلا أسلوب النظام المخلوع البائس بتأخير مواجهة المشكلات لحين استفحالها وتضخمها، والتحرك البطىء المتكاسل، وما أن تسد كل المنافذ، نتيجة تراكم المخلفات السياسية لا يجد من طريقة علاج أمامه سوى رفع العصا الغليظة. وعاونته القوى السياسية بتشرذمها وعدم اجتماعها على كلمة سواء، فلو كانت هذه القوى تعمل بإخلاص للوطن لاتفقت فيما بينها على برنامج وطنى واحد غرضه العبور بالبلد لبر السلامة، واستهلكت وقتها وطاقتها فى تقسيم المعسكرات إلى إسلامى وليبرالى وعلمانى واشتراكى.. الخ، فتكاثرت الخلافات والتافهات وضاقت بها الساحة المفتقرة للصرف السياسى.

بعدها سيكون طبيعيا فتح ثغرات فى الجدار الوطنى ينفد منها الساعون لتخريب وهدم البقية المتبقية من الدولة وهيبتها، ولاحظ معى أن المتظاهرين يستهدفون دوما منشآت كوزارة الداخلية وأقسام الشرطة، ردا على العنف القادم من ضباطها وجنودها، وينسون أن المبانى المهاجمة ملك لهم ولسائر المصريين وواجبهم الحفاظ عليها. إن دماء الذين قتلوا وأصيبوا فى مذبحة التحرير البشعة معلقة فى رقبة المجلس العسكرى المطالب بالاعتذار عما حدث، وأن يكاشفنا باسم المسئول عن قرار قتلهم والتنكيل بالمحتجين ومحاسبته، وهذه المرة لا مفر من العقاب، فالقتلة معروف عناوينهم وأسماؤهم والوصول إليهم سهل ولا يعترضه عوائق، ففى المرات السابقة وآخرها ماسبيرو لم نعرف من الفاعل وغير مقبول الاستخفاف بنا وبعقولنا أكثر من هذا، وبصدد الحكومة أدعوكم لقراءة الفاتحة على روح الحكومة التى انتقلت إلى مثواها الأخير غير مأسوف عليها وعلى أعضائها.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد طه خليل

حسبنا الله ونعم الوكيل

عدد الردود 0

بواسطة:

المستشــــــــــــــــــار

حسن شحاتة و الثـــــــــــــــــورة !!!!

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة