خالد فاروق

نداء إلى نقيب الأطباء

الأربعاء، 02 نوفمبر 2011 10:26 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أخيراً نقيب جديد للأطباء جاء ليجد إرثاً ثقيلاً فى انتظاره ندعو الله أن يعينه على إيجاد حلول لما يعترى قطاع الصحة من مشكلات عضال على المستوى المهنى والمؤسسى، وصولاً إلى خلق مناخ ملائم للمواطن المصرى لكى يحصل على خدمة صحية كمثيلاتها فى الدول المتقدمة التى تضع صحة المواطن فى بؤرة أولوياتها.

أهنئ د. خيرى عبد الدايم على توليه منصب نقيب الأطباء، وأدعو له بالتوفيق وعلى تحمل أعباء هذا التكليف، وأدعوه إلى وضع المواطن المصرى الفقير قبل الغنى نصب عينيه، وأدعوه إلى تحويل النقابة إلى خلية نحل تعمل مع كافة المؤسسات التى يمكن أن تساهم فى توفير الدعم اللازم للمساهمة فى علاج المشكلات التى تعترى هذا القطاع، إذا كنا نأمل فى مستقبل أفضل يبنى بسواعد مواطنين أصحاء.

يأتى على رأس المنظومة الصحية الطبيب الذى يعانى من الأجور المتدنية التى لا تساوى ثمن المراجع التى يشتريها أثناء وبعد الدراسة، لأن الطبيب الناجح فى حالة إطلاع دائم على كل ما هو حديث فى عالم الطب، نعم أسمع صوت القارئ الذى يقول نحن نكتوى بنار ثمن الكشف لدى الأطباء فى عياداتهم الخاصة، بما لا يتناسب مع دخول السواد الأعظم من الشعب، نعم ولكن ليس كل طبيب لديه عيادة خاصة، نحن نتحدث عن الأطباء الذين يعملون بالمستشفيات الحكومية، والتى تحصل أسعاراً زهيدة مقابل الكشف والعمليات الجراحية، وبالتالى ينعكس ذلك على الراتب الشهرى للطبيب وطاقم التمريض.

المنظومة الصحية تحتاج برمتها إلى إعادة نظر من خلال نقابة الأطباء ووزارة الصحة، فقد اعتمد المشير محمد حسين طنطاوى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة الموازنة العامة للعام المالى 2011/2012، واشتملت على إجمالى مصروفات 491 مليار جنيه بزيادة 15% عن المتوقع للعام المالى الحالى، وبلغت مخصصات قطاع الصحة 23.8 مليار جنيه بزيادة تصل نسبتها إلى 17%، نحن نقر أن المخصصات المالية لقطاع الصحة قد زادت، ولكن ليس بالزيادة الكافية إذا كنا نطمح فى إصلاح المشكلات العديدة التى يعانى منها هذا القطاع.

الصداع الحقيقى فى رأس المخططين لإصلاح قطاع الصحة هو التأمين الصحى الذى يعد مشروعاً قومياً لصالح المواطن والطبيب، نظام يحمى الضعيف من غدر المرض ويرسل الطمأنينة فى قلب الفقراء الذين لا يجدون قوت يومهم، فما بالك بالمصروفات العلاجية الباهظة فى مؤسسات علاجية لا ترحم مصاباً أو مريضاً وسط منظومة صحية رديئة تحتاج إلى بتر، ليحل مكانها نظام صحى يحترم آدمية الإنسان المصرى الذى ظل عقوداً طويلة فريسة للمرض الذى لا يرحم.

الطريق طويل وشاق من أجل الوصول إلى مناخ صحى ملائم للمواطنين، يجعلهم يشعرون بالانتماء لهذا الوطن، ويدفعهم للتفانى فى خدمته، ولن يحدث ذلك إلا بتكاتف عناصر منظومة الصحة كل فى موقعه.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة