حنان شومان

السينما الحرة السجينة

الجمعة، 11 نوفمبر 2011 11:57 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل شاهدت يومًا فيلمًا إيرانيّا؟ ربما لأن السينما الإيرانية يشاهدها فقط المتخصصون وهواة حضور المهرجانات السينمائية، فإن لم تكن منهم فغالبًا ستأتى إجابتك عن سؤالى بـ «لا، لم أشاهد أبدًا فيلمًا إيرانيّا».
ولكن دعنى أقل لك إنك بحرمانك من مشاهدة هذه السينما فأنت تفتقد شكلاً جديدًا لا ولن تعرفه إلا مع هذه الأفلام الآتية من إيران وفنانيها الذين استطاعوا منذ الثورة، أى منذ أكثر من ثلاثة عقود، أن يقدموا أفلامًا أغلبها يبهر العالم، فيحصدوا الجوائز فى أغلب المهرجانات الدولية التى يشاركون فيها.
السينما الإيرانية رغم كل القيود الرقابية المحددة لها منذ قيام الثورة استطاعت أن تتحايل على قيودها وتحكى كثيرًا عن مجتمع تمثله، وصار رموزها أسماء متلألئة فى سماء السينما العالمية بدون قبلات ولا نساء عاريات ولا علاقات خاصة مفسرة ولا سياسة مباشرة ولا حديث عن دين أو رجاله، تحايلوا على كل هذا وقدموا مجتمعهم بحرفية عالية، لأن الفنان فى كل مكان وكل زمان يثبت أن الحرية المأخوذة منه أبدًا لا تمنعه من مواصلة عمله، بل على العكس، فالقيود تعلم الفنانين التحايل وتنتج أحيانًا فنّا أكثر ثورية مما ينتجه فى الظروف العادية.
ومنذ أيام كنت فى رحلة لأول مرة لإيران ورغم علمى بقيمة السينما الإيرانية لم أكن أتوقع أن أشاهد هذا الكم من دور العرض فى العاصمة ولا الأفيشات التى تملأ شوارعها، فقط كنت أتصور مخطئة أنهم ينتجون سينما من أجل التصدير، ولكنى كنت مخطئة، فدور العرض فى طهران متلألئة بالأفيشات التى تعلن عن الأفلام الإيرانية بصور أبطالها وبطلاتها بحجابهن الإيرانى. وهى أظن المدينة الوحيدة فى العالم التى لا تستورد أى سينما من أى مكان فى العالم، فهى لا تعرض إلا أفلامها.
السينما الإيرانية إذًا حرة، رغم القيود، ولكنها صارت مؤخرًا سجينة لأن السلطة السياسية لم تعد تحتمل صوتها، فحبست أحد أهم رموزها عباس بناهى لمدة ست سنوات، ومنعته من السفر، ومن العمل عشرين عامًا ليصمت عباس بناهى وزوجته على الأقل حتى الآن، وحاكمت ستة مخرجين آخرين وسجنتهم لمدة عام.
وكانت هذه فرصة سانحة لدول الغرب لتجرس إيران، فيترك مهرجان كان كرسى عباس بناهى كعضو لجنة تحكيم شاغرًا وعليه اسمه. وتقرر إدارة مهرجان الأوسكار أن تتضمن احتفالية هذا العام وقفة من فنانى العالم وهولييود من أجل إطلاق سراح الفنانين الإيرانيين المحبوسين.
الفنانون فى كل العالم يبحثون عن الحرية، ولكن هل يبحث فنانو الغرب عن الحرية لفنانى إيران لوجه الله أم كما يقول حكام طهران إنه دفاع لوجه الشيطان؟








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

ahmad shouman

غريب

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد

جعفر بناهی جاسوس انجلترا

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد مجدى حرب

احب المهرجانات السينيمائيه

كما سبق

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة