جمال نصار

خلق العطاء ودوره فى بناء المجتمع «1 - 3»

الخميس، 06 أكتوبر 2011 04:57 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
العطاء هو الفعل الذى يضم الجود والكرم، والصدقة والإيثار، وهذا يعنى أنه فعل البذل بما يحقق التكافل والتضامن والتعاضد، إذ يطلب الإسلام أن يكون العطاء بعيدًا عن الإسراف، وهدر الأموال للتفاخر والتباهى والظهور أمام الناس. فهو فعل يبين معدن النفس الكريمة فى مد يد المساعدة لكل محتاج، وهو فعل يتعلق ببذل المال فى كل طريق يبنى ويحمى ويمنح الأمان للآخرين.

نقرأ فى القرآن الكريم قوله تعالى: «الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِالَّليْلِ والنَّهَارِ سِرًّا وعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ ولا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ولا هُمْ يَحْزَنُونَ» «البقرة: 274» وفى الحديث الشريف «إن الله جواد يحب الجود ويحب مكارم الأخلاق ويكره سفاسفها».

ويركِّز الدين الإسلامى كثيرًا على الكرم والجود والبذل والعطاء، ذلك أن هذا الفعل يساهم فى بناء مجتمع قوى متماسك متعاون، وفى انعدامه من المجتمع صورة أكيدة من اختلال التوازن ونشوء فقر مهلك لا يجد فيه الفقير لقمة. لذلك اشتد التركيز وأصر عليه فى كل أحوال هذا الفعل من العطاء.

وفى الحديث الشريف أن «السخاء شجرة من أشجار الجنة، أغصانها متدلية إلى الأرض، فمن أخذ بغصن منها قاده ذلك الغصن إلى الجنة». وقوله - صلى الله عليه وسلم -: «لا حسد إلا فى اثنتين: رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالًا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار». وقوله: «ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان، فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقًا خلفًا. ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكًا تلفًا».

وطبيعى أن الكرم يطهر النفس من آفة المال والسعى إلى جعله غاية، إذ إن ذلك الإنسان الذى يتعود العطاء والجود يتخلص من تأثير المال على النفس، ومن تأثير التعلق به. فالجود فعل تطهير قبل أى شىء آخر، وبعد ذلك هو فعل تواصل مع الآخر، وتأكيد على حب الناس، وهو أيضًا فعل دعم وبناء للمجتمع بما يعنى مساعدة كل محتاج، ونقل المال من حال التمتع به كونه مادة مغرية، إلى حال التمتع به كونه مادة تساعد الذات والآخرين على العيش... وبذلك يكون فعل العطاء فعل تواصل مع أفراد المجتمع بما يرسّخ الحب والمساعدة فى التعاون.
ومن أنواع العطاء التى تصب فى بناء المجتمع، ودعم التكافل والتعاضد بين المسلمين، الصدقة التى تأخذ مكانة بارزة فى فعل العطاء، قال تعالى: «لا خَيْرَ فِى كَثِيرٍ مِّن نَّـجْوَاهُمْ إلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ومَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا» «النساء: 114» وفى الحديث الشريف: «اليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول، وخير الصدقة ما كان عن ظهر غنى، ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغنِ يغنه الله».

لذا نجد أنه فى مثل هذا الفعل من العطاء دعم كبير وعميق للتآلف والتراحم بين المسلمين، ويصل المجتمع إلى أرقى صورة من صور الوئام والتكاتف والتكافل.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

ماجد

ما أجمل مقالك هذا !!!

عدد الردود 0

بواسطة:

إيهاب عبد السلام

كلام طيب

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة