الإخوان الصحفيون.. مقال على مقال

هذا الصباح استمتعت بتحليل دقيق للفشل الإخوانى فى انتخابات نقابة الصحفيين، كتبه الصديق الصحفى المخضرم سعيد الشحات، وفيه طرح الشحات سؤالين مهمين: لماذا فشل الإخوان فى نقابة الصحفيين.. فاز واحد وخسر أربعة؟.. وهل يمكن أخذ هذا الفشل كمؤشر على ما سيجرى فى انتخابات مجلس الشعب المقبلة؟

وفى تصورى المتواضع، أن ما كان يحققه الإخوان فى انتخابات سابقة داخل نقابة الصحفيين، كان نتيجة تحالف وثيق بين الناصريين واليسار والإخوان، وأحيانا كثيرة التحالف مع النقيب المدعوم من مؤسسات الدولة، وكلنا يذكر أن أعضاء النقابة الإخوان كانوا أشد داعمى النقيب الأسبق إبراهيم نافع، أكثر نقيب حظى بدعم حكومى.

فى الانتخابات الأخيرة خسر الإخوان قوة الدفع الكبيرة التى كانت تدفع مرشحيهم إلى مقاعد نقابة الصحفيين، وأقصد بذلك اليسار القومى والناصرى، وغيره من أنواع وألوان اليسار الأخرى الذين خاضوا الانتخابات بشكل منفرد بعيد عن الإخوان وحققوا نصف مقاعد النقابة على الأقل.

لكن ثمة قراءة خاطئة لدى البعض تقول أن الإخوان حصدوا منصب النقيب، صحيح أن الإخوان دعموا ممدوح الولى على مقعد النقيب، لكن الصحيح أيضا أن ممدوح الولى ينتمى إلى أكبر مؤسسة صحفية فى مصر وهى الأهرام، وبها كتلة انتخابية تصل إلى 1600 صوت حصل الولى على أغلبية كبيرة ممن ذهبوا وأدلوا بأصواتهم للولى باعتباره يتمتع بشعبية كبيرة فى الأهرام، وهو شخص على خلق، وقدم خدمات عديدة لزملائه.

نجح ممدوح الولى نقيبا للصحفيين بسبب مقوماته الشخصية، وليس بسبب الإخوان، تماما كما نجح محمد عبد القدوس من قائمة الإخوان فى العضوية، وباعتقادى أن الصحفيين يعطون أصواتهم له باعتباره محمد عبد القدوس الصحفى دمث الخلق المحبوب بين زملائه، وليس بسبب انتمائه الدينى والسياسى.

أما السؤال الثانى الذى طرحه سعيد الشحات حول هل يمكن أن تكون انتخابات الصحفيين مؤشرا على ما سيجرى فى انتخابات الشعب، فأعتقد أنه لا يمكن أخذ هذا الأمر على علاته، فمعروف مثلا أن هنا.. محافظات ذات ثقل إخوانى مثل الدقهلية والغربية والشرقية ودمياط.. ومحافظات ذات ثقل سلفى مثل البحيرة والإسكندرية والجيزة.. ومحافظات تتحكم فيها العائلات والقبائل مثل سوهاج وقنا والأقصر وأسوان وسيناء والبحر الأحمر ومطروح.. ما يعنى أن مقاعد مجلس الشعب سيجرى تقسيمها بين ثلاث قوى سياسية هى الإخوان والسلفيون والعائلات والقبائل التى كانت تصوت للحزب الوطنى.. مع ظهور خجول لبعض الأحزاب القديمة والجديدة.

mhamdy12@yahoo.com