محمد حمدى

ليس دفاعاً عن أسامة هيكل

الإثنين، 17 أكتوبر 2011 10:29 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعرف وزير الإعلام أسامة هيكل منذ سنوات بعيدة، وتحديدا منذ عام 1994، حين اجتمعنا فى تجربة صحفية، كانت فى غاية التميز، فى إحدى الصحف العربية الخليجية بالقاهرة.

كان أسامة هيكل محررا عسكريا نشيطا، وقد رأيته فى مضمار عمله، مميزاً، فى رحلة إلى حلايب وشلاتين، عقب التوتر الحدودى بين مصر والسودان، إثر محاولة اغتيال الرئيس السابق حسنى مبارك فى أديس أبابا عام 1996، على يد الجماعة الإسلامية، وبدعم وتخطيط من عناصر بعضها لا يزال فى سدة الحكم فى الخرطوم.

فى كل الأحوال لم يكن أسامة هيكل صحفيا محسوبا على أى تيار، أو فريق، وعلاقاته برموز السلطة، لا تتعدى علاقة الصحفى بمصدره، وهكذا أمضى حياته المهنية حتى اختير وزيرا للإعلام فى وقت حرج للغاية، ولو كنت مكانه لرفضت، ولو سألنى لنصحته بعدم قبول المنصب، فمهما فعل ستنتهى مسيرته السياسية، ولن يرضى عنه الناس.

الأسبوع الماضى، ومع أحداث ماسبيرو، حاول كل الإعلام الخاص تحميل أسامة هيكل مسئولية ما حدث، من تغطية فى القناة الأولى وقناة النيل للأخبار لا تتسم بالمهنية، وغاب عنها الحياد، ووصلت فى بعض الأحيان إلى عبارات وكتابات تحريضية.

لكن أمانة الكلمة تقتضى القول، إن وزير الإعلام أسامة هيكل لم يصدر تعليمات لأحد، ولم يجلس لإدارة الأزمة بنفسه، وتوجيهها كما يفعل وزراء الإعلام فى مثل هذه الظروف الصعبة والحساسة.

فى السادسة والنصف من مساء هذا اليوم الدامى، ومع بدء الاشتباكات بين الجيش والمحتجين، كانت سيارات تابعة لقناة نايل لايف تستعد لمغادرة ماسبيرو، وهى تحمل الطواقم الفنية وفريق الإعداد لبرنامج صفحة جديدة، التوك شو الليلى للقناة، ومع أصوات طلقات النيران فشل الفريق فى مغادرة مكانه وظل حبيس جراج التليفزيون حتى الثانية عشر مساء.

وبما أننى رئيس تحرير البرنامج فقد تلقيت اتصالات من إدارة القناة، بضرورة أن يتم بث البرنامج فى موعده، حتى ولو بعشرة فى المائة، من الفريق العامل فى البرنامج.. كل ما قاله حسين زين رئيس قناة لايف، إنه يجب بث البرنامج، وتغطية الأحداث.

لم يتدخل رئيس القناة ويطلب تغطية موجهة، لصالح طرف أو آخر، ومن الواضح أنه لم يتلق تعليمات من وزير الإعلام حول شكل المعالجة التليفزيونية للحدث، ظهرنا على الهواء، واستضفنا كل ألوان الطيف السياسى والدينى فى مصر، وتحدثنا هاتفيا لصحفيين أقباط كانوا فى المظاهرة، واستضفنا ناشطا قبطيا فى الاستوديو شارك فى الأحداث وشاهدها.

وبحكم خبرتى فى العمل التليفزيونى، داخل التليفزيون المصرى منذ أكثر من عشر سنوات، ومع أربعة وزراء إعلام بعضهم ربطتنى به صداقة شخصية، لم تكن أية قناة أو برنامج فى التليفزيون فى مثل هذه المواقف الصعبة تعمل دون توجيهات.. أو على الأقل ما يطلق عليه الإطار العام.

لكننا فى أزمة ماسبيرو لم نتلق تعليمات، ولم يخبرنا أحد عن توجهات، أو إطار عام.. وكل ما أعتقده أن بعض العاملين فى التليفزيون ممن يفتقدون المهنية، وليس الخبرة، لم يفعلوا شيئا سوى استبدال الرئيس السابق بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة، لذلك كان كل همهم الدفاع عن الجيش، ولو أدى الأمر إلى إحراق الوطن.. وهذه هى آفة الإعلام الحقيقية، والتى تحتاج لسنوات وسنوات حتى يتم التخلص منها.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

ميخائيل كامل

لنتكلم بصراحة

عدد الردود 0

بواسطة:

على مظهر

نعمل بالقناة ونريد تطهيرها من المتسلقين

عدد الردود 0

بواسطة:

مجدي المنسي

أنت عظيم يا سيد وطنك

عدد الردود 0

بواسطة:

فايز

مش فاهم

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد المصري

لكي الله يا مصر

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد المصري

لكي الله يا مصر

عدد الردود 0

بواسطة:

astakoza

اللى اختشوا ماتوا

اللى اختشوا ماتوا

عدد الردود 0

بواسطة:

اشرف راضى

يارب يقرا التعليقات على الاقل ويتحرك...!

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد الشيخ

وجوده في المنصب كاف لقيام مسئوليته

عدد الردود 0

بواسطة:

م/محمد محمود

معك يا هيكل وعندك حق

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة