محمد حمدى

هذا هو الشعب المصرى

الثلاثاء، 11 أكتوبر 2011 10:28 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أتابع باندهاش أحاديث النخبة المصرية، بعد كارثة ماسبيرو، بداية من الباشمهندس رئيس الوزراء، وحتى كل من يهرتل على الفضائيات من مذيعى آخر الزمان، متبجحين، ومتهمين أيد خارجية بالوقوف وراء ما حدث فى ماسبيرو، كمال قال الأخ عصام شرف، أو قلة اندست فى المظاهرة كما قال بيان المجمع المقدس، أو كما قال الدكتور جمال زهران أستاذ العلوم السياسية، أن "جنرالات" رجال الأعمال وفلول الوطنى، كونوا تحالفاً كبيراً يتحرك فى الخفاء لإثارة البلبلة، والفتن الطائفية فى مصر، أو كما قال اللواء وجيه عفيفى مدير المركز العربى للدراسات السياسية، إن هناك عناصر مندسة خارجية تدخلت لإثارة الفتن، وعودة الاحتقان الدينى من جديد.

فى مصر لا تريد النخبة الاعتراف بأنها لا تعرف الشعب المصرى على حقيقته، ويفضلون الحديث عنه من الكتب، خاصة كتاب الراحل جمال حمدان شخصية مصر، أو كتاب الدكتور ميلاد حنا الأعمدة السبعة للشخصية المصرية.. لكن هذه الشخصية الوديعة التى تميل للحياة فى سلام، وتكره العنف تغيرت كثيرا، بل يمكن القول إنها غير موجودة.

استمعت لعدد من الأصدقاء الأقباط وهم يؤكدون أن مسيرتهم إلى ماسبيرو فى يوم الغضب القبطى كانت سلمية، وهذا صحيح، كانت سلمية فى حدود ما رأوا، وفى حدود من يعرفون، ومن يتحركون معهم، ومن يعيشون إلى جوارهم، لكن هل كانوا يعرفون كل من سيشارك فى المسيرة، وهل كان يحمل سلاحا وقنابل مولوتوف أم لا.

يجب ألا نغض البصر مرة أخرى، ويجب أن نعترف بالحقيقة المرة: المصرى تغير، أصبح ميالا للعنف، وقد بدا هذا الأمر واضحا للعيان بعد 25 يناير حين اختفت السلطة، وانهار الجهاز الأمنى، فأخرج الناس أسوأ ما فيهم.

هل يعرف كل من يتحدث الحديث التافه والممل عن أصابع خارجية، كم عدد المواطنين الذين يسكنون فى العشوائيات، ما هو مستواهم التعليمى، ما هى ثقافتهم، كيف يمضى الناس يومهم، ومن ينفذ القانون هناك حتى قبل انهيار السلطة فى البلد.

لو أخطأ أى متحذلق ودخل فى منطقة عشوائية، من بين آلاف العشوائيات التى تحيط بالمدن وتخترقها مثل السرطان، ربما لن يخرج، وسيكتشف أن الناس يحملون السلاح جهاراً نهاراً، ولا يتعاملون سوى بالعنف والقوة والسلاح.

نحن نعيش فى وطنين مختلفين، وطن مثالى يتحدث عنه أصدقائى المثقفون، يمثل أقلية فى طريقها للانقراض.. ووطن آخر أكثر اتساعاً وعنفاً وتطرفاً، يتسع ويكبر، ويفرض ثقافته على الجميع، حتى إن الشخصية المصرية القديمة الطيبة والمتسامحة والحمولة فى طريقها لتصبح فى ذمة التاريخ، وكتب الحكايات، وحواديت قبل النوم.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 5

عدد الردود 0

بواسطة:

نادر حبيب

شهيد تحت الطلب,,,لبلد بينخرب

عدد الردود 0

بواسطة:

Tony

عندك كل الحق

عندك كل الحق

عدد الردود 0

بواسطة:

ســعيد متولـى

قـبل الثـورة

عدد الردود 0

بواسطة:

علاء عزب

أفكار فى زمن ندر فيه التفكير

عدد الردود 0

بواسطة:

ســعيد متولـى

أسـتلقى وعـدك

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة