محمد إبراهيم الدسوقى

اليد الحانية

الإثنين، 24 يناير 2011 08:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تابعت لدى مرورى من أمام مقر إحدى الشركات فى مدينة نصر المشهد التالى: العشرات من الخريجين الراغبين فى التعيين يقفون على الرصيف حاملين لافتات تؤكد حقهم فى الوظيفة، وأنهم ليسوا من أبناء العاملين فى الشركة، ووسطهم وقف رتبة كبيرة فى الشرطة محاولا تهدئتهم وإنهاء مظاهرتهم المحدودة، حتى لا تعوق حركة المرور فى الشارع. وحينما دققت النظر فى ما فعله الشرطى وجدته اقرب ليد حانية تجاهد لكبح ثورة الغاضبين الذين لا يتمنون فى دنياهم سوى فرصة لكسب الرزق، لكى لا تلاحقهم شياطين الإحباط واليأس وكراهية الحياة.

وقلت فى نفسى أن الرجل أحسن فعلا وصنعا، وتساءلت عن دافعه؟
الدافع غير محتاج لشرح كثير، فالاتجاه العام ألا يسمح بانفلات أعصاب الحانقين والغاضبين بقطاعات العمل المختلفة، الثورة الشعبية فى تونس، والتى كان السبب الاساسى خلف اندلاعها تجاهل أصوات الكادحين والعمال، وكما يقول العامة: إذا عرف السبب بطل العجب. ولكن لماذا تبقى اليد الحانية دوما قاصرة على أوقات يخشى فيها من انفعالات وشطحات المواطنين، ولما لا نجرب أن ننقلها من خانة الاستثناء إلى خانة الدوام؟

ولما لا نفكر فى أن مشكلاتنا اليومية عائدة فى جانب كبير منها لتصرفات أصحاب اليد الغليظة الذين يتوهمون أنهم يسدون خدمة جليلة للدولة وللحكومة بإسكات كل صوت يرتفع بالشكوى أو الاعتراض. وبدون تعميم لو التزم الشرطى فى قسم الشرطة وفى الشارع بالحزم والحسم فى عمله مع إفساح المجال للتعامل برفق مع غير المخالفين والمتهمين فى قضايا تهدد السلم والأمن الاجتماعى، لكانت العلاقة بين جهاز يتحمل مشقة المحافظة على أمن البلاد والمواطن لظلت فى أفضل أحوالها، طالما أن كل طرف يعرف جيدا حقوقه وواجباته المكفولة بحكم القانون والدستور.

ولو تعلم كل مسئول فى المجالس المحلية ان اليد الحانية ميزة باستطاعتها تسهيل وتيسير الحلول لهموم سكان محافظاتنا بطول البلاد وعرضها، كبديل عن عدم التزم الضمير والعدالة لدى قيامه بمهامه فى موقعه، مهما صغر حجمه. لو أن القائمين على المحليات فعلوا هذا لما وجهتنا مشكلة نزوح جحافل قاطنى الصعيد والدلتا للقاهرة، بحثا خلف علاج أدمى، وتخليص المعاملات فى الدوائر الحكومية، بعدما سدت مقابلهم الأبواب. واه لو وفرت علينا الحكومة جهدا بتخفيف قبضتها وتدخلها بغلاظه وعدم سيطرتها على الجشعين الذين افسدوا حياتنا ونشروا الفساد والظلم، ولكم أتمنى ان تبقى اليد الحانية شعارنا فى السنوات المقبلة إن كنا نود علاج ما يصادفنا من احتقانات قابلة للانفجار فى أى لحظة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة