رمضان العباسى

9 دويلات جديدة فى الجامعة العربية قريباً

الأحد، 02 يناير 2011 07:13 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ فترة أعلن عمرو موسى أمين عام جامعة الدولة العربية عن اقتراب تشاد وإريتريا من الانضمام لعضوية الجامعة، معللاً ذلك بأنهما من دول الجوار العربى الأفريقى، ولديهما كل الشروط لأن يصبحاعضوين فى الجامعة، ولكن الواقع يقول إن نحو 9 دويلات أخرى قد تنضم إلى الجامعة فى ظل عمليات التفتيت التى بدأت تضرب فى العديد من الدول العربية أمام تراجع وفشل التجارب الوحدوية التى مر بها الوطن العربى باستثناء تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة التى تكاد تكون النموذج الاتحادى العربى الذى شذ عن القاعدة، وسار فى طريق مغاير وتكللت تجربتها بالنجاح وتحصد ثمارها الآن برخاء الوطن ورفعة المواطنين.

بالرغم من أن عضوية الجامعة لا تسمن ولا تغنى من جوع، سواء زاد عدد أعضائها أو ظل كما هو، طالما استمرت خارج تصنيفات النظم السياسة والاتحادية، حيث يصعب وضعها تحت قائمة الاتحادات الكونفدرالية أو الفيدرالية لأنها تخرج عن معايرهما إلى حد كبير، فلا تشبه الولايات المتحدة كنظام فيدرالى، ولا تقترب من الاتحاد الأوروبى كنموذج كونفدرالى، مما جعلها منظمة بلا تأثير وغير قادرة على تلبية طموحات الجماهير.

إن الجامعة تجد نفسها كل يوم أمام تحد جديد فى ظل تفتت الجسد العربى وارتفاع معول الهدم فى العديد من الدول، لذا كان عليها البحث فى أسباب حالات الانسلاخ ووضع آلية لمعالجتها قبل التفكير فى ضم المزيد من الأعضاء. لاشك أن الجامعة ليست مسئولة وحدها عما وصل إليه حال العرب، فالأعضاء هم أصحاب القرار، فماذا تفعل منظمة مصاب كل أعضائها بجنون العظمة وغرام السطة وغياب العدالة، يصنفون شعوبهم وفق ثنائيات بغيضة، دون إدراك أن غياب العدالة والثنائيات وربما الثلاثيات والرباعيات والخماسيات فى الوطن الواحد هى طريق التشرذم، فأصبحنا نجد مواطناً من الدرجة الأولى وآخر من الثانية والثالث من الدرجة الثالثة ورابعاً يعيش فى الوطن بلا هوية ولا انتماء، ولا يحصل على أى حقوق، فكيف يؤدى الواجبات.

إن هذه الثنائيات مع قليل من الدعم الخارجى من مهندسى هدم الأوطان تكفى لشحن النفوس بفيض من مشاعر العدوانية وتغذية النزاعات الانفصالية.

وقد باتت دولة جنوب السودان أول المنفصلين بمباركة الحكومة السودانية نفسها التى منحت الجنوب الموافقة على تقرير المصير، وكأنها لم تكن تعى أن تقرير المصير سيؤدى إلى دولة جديدة ويفتح الباب لمسلسل من الصراعات وإقامة المزيد من الدويلات السودانية من بينها إقليم دارفور الذى بدأ يداعبه هذا الحلم بعد أن وجد أن الأمر ليس مستحيلاً.

أما فى العراق، فإن البصرة أعلنت منذ أيام أنها تنتظر الانتهاء من تشكيل الحكومة العراقية لتقديم إقرار الحكم الذاتى الذى يمهد بالطبع لإقامة دولة البصرة فى جنوب العراق، فى نفس الوقت لم يفت مسعود برزانى حاكم إقليم كردستان النشوة والانتصار اللذين يعيشهما حزبه وقومه فى ظل تشرذم العراق، ويعلن أمام الجميع أن دولة الكرد العراقية فى الطريق، وأن الحكم الذاتى ليس كل أحلامهم.

أما إمارة غزة الإسلامية التى كثيراً ما أشعلت نيران الغضب ضد الحكومة المصرية، فقد تصبح دولة غزة الإسلامية وتصبح الضفة الغربية دولة علمانية وتحقق فيها جماعة فتح أحلامها فى الحفاظ على الرئاسة والزعامة، وبذلك تنجح فتح وحماس فى تحقيق أحلامهما بالرئاسة والزعامة بمباركة إسرائيل، حيث يؤدى قيام هاتين الدولتين إلى إسدال الستار على قضية القدس فى ظل انشغال الدويلات الجديدة باحتياجتها والسعى لدعم مواقفها وتصبح فلسطين خارج التاريخ والجغرافيا.

أما اليمن السعيد فقد بات تعيساً ولم يشعر بأى معنى للوحدة، وخرج أهل الجنوب على الملأ يطالبون بالانفصال، ولم تفلح إقامة بطولة الخليج العربى فى تهدئتهم، بل أوشكت الدولة أن تصبح دولتين، لعلها تسعد بالانفصال بعد تعاستها مع الوحدة.

حال الصومال لا يحتاج إلى تعليق أو وصف فلم تعد دولة، وإنما بقايا دولة لم يُفلح معها التفتيت بقيام دولة أرض الصومال، بل زاد من جراحها وآلامها، وأصبح الكل طمعاناً فى أن يأخذ نصيبه منها يتصرف فيه كيفما يشاء، فلم تعد الصومال بلد الموز وإنما أصبحت أرض الزحلقة والانزلاق نحو الهوية والانحدار.

المغرب العربى ليس بمنأى عن هذا التشرذم، ليس نتيجة انهيار اتحاد دول المغرب العربى فهذه نتيجة حتمية على غرار الاتحادات العربية الأخرى، ولكن جبهة الباليساريو تواصل جهودها لإجراء استفتاء يمهد لإقامة دولة جديدة بالأراضى الصحراوية، ولا تفوت فرصة لإفساد العلاقة بين المغرب والدول الأخرى.

لاشك أن هذه المحاولات قد تجر إلى مزيد من التفتيت، ولكن هل سيؤدى إقامة هذه الدويلات واستقلالها إلى إنهاء الصراعات وتحقيق العدالة لشعوبها وحصولها على حقوقها، أم ستكون فاصلاً لنبدأ مرحلة جديدة من الصراع آملين أن تنجو مصر من مخطط التفتيت الذى بات يحاصرها من كل مكان.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة