محمد منير

مسروق بن مسروق

الخميس، 02 سبتمبر 2010 10:41 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اسمى وصفتى وحالى مسروق بن مسروق.. أنتمى إلى أعرق عائلات مصر وأكثرها ثباتا على الحال فأبى وجدى وجدود جدى كلهم مسروقون..أروى لكم وقائع يومياتى التى أعيشها حاملا خبرة مئات السنين من صبر مسروق على ما يراه «مكتوب».

بينما أنا مستلق وسط الظلام القدرى الذى فرضه علينا يونس وزير الكهرباء بعد انقطاع الكهرباء عن عامود الإنارة الذى ينير ضوؤه بيتنا.. إذ بأصوات عالية خارج أبواب الحجرة أعقبها اندفاع أربعة أشخاص من ذوى المقاسات الخاصة حملونى بأياد خبيرة فى كل شىء مهين.. وسحبونى مصحوباً بألفاظ وشتائم غير غريبة حيث وجدت نفسى داخل سيارة بوكس يحيط بها جيران شامتون وأصوات صريخ أبنائى بينما تقف زوجتى تزغرد فى فرحة غير مبالية بما يحدث لى فالأمر بالنسبة لها مجرد حدث يكسر حاجز الملل الذى تعيش فيه معى منذ سنوات وبصرف النظر عن كونه سعيداً أو تعيساً..

ما علينا.. انتهت بى رحلة البوكس داخل قسم البوليس وأمام الصول «بلال» الذى استقبلنى بصرخة شامتة ساخرة «بتسرق كهربا ياروح أمك» فجاوبته بلسانى المحترف فى توريطى «هى فين ياحضرة.. طب طلاق ثلاثة لو معايا حتة كهربا ما أعزها عليك».

استكمل الصول بلال إخراج الأصوات المتغيرة من فمه والتى فهمت منها أننى متهم بالتلاعب فى عداد الكهرباء فى منزلنا.. حاولت مقاطعته وإفهامه أننى لا أمتلك عداد كهرباء لارتفاع رسوم تركيبه واعتمادى الأساسى على ضوء عمود نور الرصيف المقابل للبيت.. ولكنه ظل يصرخ، مستعرضاً أمامى الحكم الغيابى بتغريمى 3000 جنيه أو الحبس.. وفشلت كل محاولات التواصل الذهنى واللفظى بينى وبين الصول بلال إلا بعد أن غمزته بعشرة جنيهات من مجموع العشرين اللى فى جيبى.وعندها هدأ بلال وبدأ فى إفهامى أن هناك فرصة للاستئناف والتصالح مع الكهرباء، أو.. وعند أو انقطعت الكهرباء فصمت الصول وكأنه فصل شحن، وساد الصمت القسم كله، وتوقفت الصرخات بعد انقطاع التيار عن أجهزة التعذيب.. وبعد دقائق عاد الصول بلال للخدمة بحوار جديد حيث طلب من كل واحد واقف قدامه 2 جنيه ثمن للشمع اللى حينوروا بيه القسم.. ولما ألمحت أنى لسه غامزة ببريزة أجابنى دى كانت رسوم النصيحة عاوز تاكل حقى يا ضلالى.. ولازم تدفعوا حق الشمع اللى حنور بيه القسم أومال الشرطة فى خدمة الشعب ببلاش؟

استعوضت ربنا ودفعت 2 جنيه للصول فتبقى لى ثمانية جنيهات خير وبركة إن شاء الله.
وفى آخر الليل وقبل الفجر بدقائق عاد التيار الكهربائى لأجد أمامى صولا آخر يسألنى عن تهمتى ولما شرحت له.. رفض ألا يتنازل عن الـ8 جنيهات الباقية فى جيبى حتى يكمل نصيحة الصول بلال.. والتى انجلت وظهرت بوضوح مع صوت أذان الفجر الذى كشف الغمة فقد كانت النصيحة هى العمل مصاريف فى القسم. وهكذا رزقنى الله بعمل جديد بدلاً من نجاسة الأيد البطالة.
وابتسمت وقلت كعادتى قضا أحسن من قضا.. وبدأت رحلة يوم جديد.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة