شوقى عبد القادر

المهنة .."صايع" انتخابات

الخميس، 02 سبتمبر 2010 08:41 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يستغرق الأمر سوى دقائق معدودة بين الرجلين، ليكشف كل منهما أوراقه للآخر، بعدها تم الاتفاق على الخطوط الرئيسة للمهمة، ولتأكيد صدق النوايا قرآ الفاتحة بصوت مسموع على "الخاين وابن الحرام"، وعلى سبيل البركة مسح كلاهما على وجهه بكلتا يديه.

كان هذا موجز اللقاء وإليكم أنباؤه بالتفصيل، الطرف الأول فى اللقاء السابق مرشح فى انتخابات مجلس الشعب المقبلة، أما الطرف الثانى، وفقا للمهنة فهو "صايع انتخابات" حسبما أكد للباشا المرشح فى أثناء المقابلة كنوع من التأكيد على إتقانة للصنعة وفهما لطبيعة الدور المطلوب منه، صديقنا هذا حصل على لقبه الذى جعل منه هدفا للاستقطاب من المرشحين، بعدما تدرج فى السلك الانتخابى من رتبة "هتيف"، يحصل على جنيهات معدودة بعد انتهاء الزفة، إلى مايسترو مخضرم، وخطيب مفوه، يحدد الأدوار، ويضع السيناريوهات، ويدير الحملة الانتخابية من الخطوط الخلفية والأمامية بغرفة عمليات المرشح.

وبالطبع أنت لست فى حاجة لأوضح لك، إن هذه الخدمات لها أتعاب مختلفة فقد ودع صديقنا مرحلة المراهقة الانتخابية منذ سنوات، لذلك من الممكن أن تصل قيمة هذه الأتعاب لرقم يسبقه عدة أصفار، إذا ما قرر صديقنا "صايع الانتخابات" خوض المعركة الانتخابية، وهنا ينبغى أن أشير إلى أن هذا القرار ليس ترجمة فعلية لنظرية "طباخ السم" أو مجرد نزوة عابرة للجلوس على مقاعد البهو الفرعونى بمجلس الشعب، أو الانضمام لجمعية أصدقاء أبو الهول، تحت قبة البرلمان، ولكن القرار هنا ترجمة حرفية لنظرية "كرسى فى الكلوب" ولاستخدام هذه النظرية فى المعارك الانتخابية سببان، الأول فى حال تجاهل الدور الحيوى والخدمات الجليلة لصديقنا، أما السبب الثانى لن يخرج عن كونه صفقة انتخابية لضرب أحد المرشحين بهدف تفتيت الأصوات وإطلاق قنابل الدخان، إذا ما اقتضت المعركة الانتخابية اللعب بأسلوب "كيد النسا"، وفى حقيقة الأمر صديقنا هذا اكتسب أهميته وحضوره فى المحافل الانتخابية من الدور الذى يعتقد بعض المرشحين أنهم فى حاجة إلى شخص مثله، خلع برقع الحياء منذ زمن "صايع الانتخابات" أو هذا النوع من البشر، تستطيع أن تراه بوضوح فى كل الدوائر الانتخابية من أسوان جنوبا إلى رأس التين شمالا، وفى كثير من الأحيان هم معرفون بالاسم وسابقة الخبرة، فى إسقاط مرشح وإنجاح آخر، وهنا ليس مهماً حجم الدائرة، أو موقعها من الخريطة الانتخابية، ولكن المهم أن "صايع الانتخابات" ومن على شاكلته، هم نتاج طبيعى لانتخابات لا تأتى بالأصلح دائما.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة