سعيد شعيب

تعبيرية الأهرام

السبت، 18 سبتمبر 2010 11:38 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كنت أتمنى أن يعتذر الزميل العزيز أسامة سرايا، رئيس تحرير الأهرام، عن تزوير صورة وكالة رويتر بهذه الفجاجة، فقد نشرها بعد أن عدل وغير وجعل الرئيس مبارك فى مقدمة الصورة، وهو ما يُعتبر بدون أدنى شك اعتداءً على حق القراء فى أن يشاهدوا صورة الوكالة كما هى، فهذا لا يقل خطورة عن تزوير المعلومات وتحريفها لتحقيق هدف سياسى أو شخصى.

لكن المؤسف أن الأستاذ سرايا، وهو صاحب تجربة صحفية ليست صغيرة، قال حجة مضحكة، وهى أن الصورة التى تم نشرها "تعبيرية"، أى أراد من نشرها أن يقول إن الرئيس مبارك هو الذى يقود المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وليس الرئيس الأمريكى أوباما ولا طبعا الرئيس الفلسطينى والإسرائيلى. ودعك من أن هذا صحيح أو غير صحيح، فمن حق الأستاذ سرايا والأهرام أن يكون هذا رأيهم، ولكن بشرط أن يعرف القارئ أن هذا رأى وليس صورة واقعية بثتها وكالة أنباء، ولأن هذا لم يحدث، فقد كان النشر تزويرا وخداعا لحق القارئ فى الحصول على معلومة صحيحة.

إننى لا أظن أن الرئيس مبارك فى حاجة إلى تعديل ملامح صورة، حتى يقنع الرأى العام بدوره ودور حكومته فى المفاوضات الأخيرة ولا فى الدور المنوط بالدولة المصرية فى القضية الفلسطينية، حتى لو اختلفنا مع سياساته، فهذا أمر معروف ولا يقلل من قيمة الرئيس صورة فوتوغرافية يظهر فيها الرئيس فى المقدمة أو المؤخرة، فقيمة السياسيين والدول لا تحددها صور أو حتى تحليلات، ولكن قوتهم يستمدونها من أرض الواقع.

لكن إحقاقا للحق، ما فعله الأهرام، مع استنكارى له، أصبح للأسف مزاجا سائدا فى الصحافة المصرية، فصحيفة أى حزب معارض تنشر فقط ما يُجمل صورة رئيس الحزب وأعضائه، والصحف الخاصة تمر فيها المعلومات والصور وغيرها عبر مقصلة توجهاتها، لتخرج فى النهاية مزورة، لتنتهك حق القارئ فى المعرفة، ناهيك عن الخلط المفزع بين الإعلان والتحرير وخلط التحرير بالرأى.

ولذلك فما حدث من مؤسسة الأهرام ليس "تلكيكة" لمهاجمة المؤسسة العريقة ورئيس تحريرها، ولكنه فرصة لأن نتصدى جميعا لكل أشكال التزوير السياسى للمعلومات فى كل الصحف والإذاعات والفضائيات، سواءً كانت محسوبة على الحكومة أو المعارضة.














مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة