سعيد شعيب

صحافة الدكاكين

الخميس، 16 سبتمبر 2010 12:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أظن أننا مقبلون على مرحلة "أن الصحافة صناعة"، بالطبع تحتاج إلى رؤوس أموال كبيرة، ولكن الأهم أن يتم إدارتها بمنطق المؤسسات، وليس بمنطق الدكان، والفارق ضخم، ليس فى المال فقط ولكن فى الطريقة والأسلوب.

فالمؤسسات الإعلامية لم يعد دورها فقط تقديم صحافة مطبوعة، ولكن عليها فى زماننا أن تقدم منتجاتها من كل الأشكال الصحفية، من خلال كافة وسائط الاتصال، مطبوع ومرئى وإلكترونى وموبايل، فمن الصعب أن تعيش مؤسسة وتتطور وتنافس فى الوقت الراهن، وهى تقدم منتجاً واحداً من خلال وسيط واحد، وهذا يحتاج لطريقة مختلفة تماماً فى الإدارة والتحرير.

ناهيك عن أن المؤسسات الإعلامية هى فى النهاية مثل أى مؤسسة صناعية أو خدمية، تبيع سلعة لزبون، وهو الشرط الأساسى لوجودها واستمرارها، فقد انتهى الزمن الذى ينطلق فيه مُلاك أى مؤسسة من فكرة أن رسالتهم السياسية عبقرية و"محصلتش"، ولابد من حشو رأس القارئ بها بدون أى احترام للقواعد المهنية، فى حين أن هذا القارئ، المواطن، أصبح شريكاً فى صياغة الرسالة الصحفية، ناهيك عن أنه زبون يحتاج إلى سلعة جيدة، ولأن العالم أصبح مفتوحاً، فلم يعد من الصعب أن يحصل عليها من هنا أو هناك، ولا أظن أنه لن يقبل فى السنوات القادمة أن يعامله أحد فى أى مجال باعتباره مفعولاً به، "فرداً فى قطيع".

وهذا يعنى أن صحافة الدكانة قاربت على الموت، الصحافة التى تعتمد على فرد، الجميع يلفون حوله وينتظرون توجيهاته فى كل صغيرة وكبيرة، كما أن صحافة الخطاب السياسى الضيق والمتكرر قد قاربت على الرحيل، ليحل محلها الصحافة المهنية التى تعتمد على جهد إبداعى جماعى رفيع المستوى، فى إطار خطوط عامة.

باختصار المستقبل للمؤسسات التى تحترم زبونها وتحترم العاملين فيها وتعتبرهم ثروتها الحقيقية.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة