تعيش الاتحادات حرة مستقلة

هل قرأت أو سمعت أو شاهدت أى رد فعل من اتحاد المحامين العرب على الحرب الطاحنة بين القضاة والمحامين؟

بالطبع لا، لأن القائمين عليه التزموا الصمت غير الحميد، رغم أن الأزمة ممتدة منذ شهور، ورغم أن فيها إضرابات واعتصامات وأحكاما قاسية بالسجن ضد اثنين من المحامين فى طنطا كما نعلم جميعا.

فلماذا لا يتحرك الاتحاد بأى شكل، لماذا لم تتحرك أمانته العامة لعقد اجتماع مع مجلس نقابة المحامين لمعرفة كواليس الأزمة، ولماذا لم يسألوا ممثلى المحامين عن الدعم الذى يمكن أن يقدموه، فهم ممثلو كل المحامين العرب، وزملاؤهم المصريين يتعرضون لمحنة، ربما تكون هى الأشد فى تاريخ المحاماة؟!

ثم إذا كان هذا الاحتقان مع القضاة موجودا فى البلاد العربية من المحيط إلى الخليج، وأظنه موجودا فعلا، فلماذا لا يتم التحضير لمؤتمر يناقش الأمر لوضع بروتوكولات لحل هذه الأزمات التى لا تنتهى؟!

الحقيقة أنك لن تضبط هذا الاتحاد متلبسا ولو لمرة واحدة فى مناقشة أمر يخص مهنة المحاماة، بل ستجد قادته دائما مشغولين بأمرين، الأول هو الصراع، أحيانا غير الأخلاقى، على الكراسى، فالتواجد فى هذا الاتحاد برستيج مهم. الأمر الثانى هو انشغالهم بإصدار بيانات سياسية، ليس بالطبع فى أى منها واحد يخص القبض مثلا على محام فى قضية رأى وتعبير، أو فى انتهاك الحقوق النقابية الممتد من المحيط إلى الخليج.

لكن القائمين عليه تفرغوا لبيانات الشجب والإدانة ضد إسرائيل، وهذا لا يعنى أننى ضد إدانة إسرائيل من جانب هذا الاتحاد وغيره من الاتحادات العربية التى لا أول لها ولا آخر، فهذا الكيان العدوانى يستحق ما هو أكثر من الإدانة بالتأكيد، وبالتأكيد أيضا أن هذه ليست مهمة الاتحادات المهنية، ولكنها مهمة الأحزاب والقوى السياسية من المحيط إلى الخليج.

والحقيقة أن اتحاد المحامين العرب ليس استثناءً، فمثله اتحاد الأطباء الذى لن تجد له أى نشاط يتعلق بالطب والأطباء، وطبيعى عندما لا تفعل هذه الوفرة من الاتحادات غير ذلك، لابد أن تسأل نفسك: هوه ليه فى عالمنا العربى محدش عايز يشتغل شغلته؟!