سعيد شعيب

كبارًا بدأنا.. وصغارًا نستمر

الأحد، 08 أغسطس 2010 12:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رغم إعجابى الشديد بفكرة التليفزيون العربى إلا أن شعار "كبارا بدأنا .. وكبارا نستمر" مستفز، لأنه يعنى استمرار المقولات الغبية من نوع الريادة الإعلامية، و"إحنا أحسن ناس".. إلخ. فالحقيقة أنه لا يوجد أى ميزة فى أن تتواجد فى الدنيا قبل الآخرين. وإذا حدث ذلك فلا يجب أن تدعو الصحافة المصرية (مطبوعة – مسموعة – مرئية- إلكترونية) لكل هذا الفخر.

فهذه الميزة ومع كامل الاحترام للذين صنعوها، لا تكفى أبدا لأن نستمر "كبارا"، ولكن ما يجعلنا متواجدين بقوة هو كفاءة المنتج الذى نقدمه، سواء كانت منتجا إخباريا (فى الصحافة المطبوعة والمسموعة والمرئية والإلكترونية) أو منتجا دراميا فى أفلام ومسلسلات. فعلى سبيل المثال الأخوة السوريين بدءوا بعدنا فى الدراما التليفزيونية بسنوات طويلة، وبفارق صعب فى المنافسة، فنحن لدينا خبرات متراكمة أكبر منهم بكثير، ولدينا ميزة أخرى نوعية من الصعب المنافسة فيها وهى النجوم، أضف إلى ذلك اللهجة المصرية التى حفظها الجمهور من المحيط إلى الخليج، ومع ذلك استطاع السوريون أن يشكلوا منافسا مزعجا، رغم أنعم بدءوا صغارا ولكنهم صاروا كبارا.

خذ أيضا قناة الجزيرة، رغم تحفظاتى الكثيرة عليها، فقد استطاعت فى سنوات قليلة الاستحواذ على المشاهدين المصريين لسنوات طويلة. والسبب كان بسيطا وهو سقف مهنى عالى وكفاءة وإنفاق فى مكانه. ولم نستطع المنافسة معها بأننا الريادة وأننا "كبار بدأنا". وكنت تجد اللعنات يصبها المسئولون فى النخبة السياسية والصحفية ولكنهم لا يتوقفون عن متابعة الجزيرة لحظة بلحظة، واستطعنا استعادة مشاهدينا عندما ظهرت برامج "التوك شو" المصرية بسقفها العالى.

فى الصحافة المكتوبة توجد تجارب كثيرة ناجحة ومؤثرة مثل جريدة الحياة السعودية التى ظلت لسنوات كثيرة جريدة النخبة السياسية والثقافية المصرية. ولم تستطع مؤسسة قديمة وعريقة مثل الأهرام حتى الآن بطبعاتها الدولية والعربية أن تشكل منافسا مزعجا لهذه الصحف العربية.

إذن الأمر لا علاقة له بالريادة وأننا "بدأنا كبارا" وكل هذا الاكتفاء المرضى بالذات، ولكن بالكفاءة المهنية ورفع سقف الحريات، فالنجاح الصحف ليس لغزا وسرا كهنوتيا يملكه الموظفون المصريون فى ماسبيرو، ولكن يملكه كل من يملك إرادة النجاح.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة