محمد حمدى

الطريق إلى جنوب السودان

الأحد، 08 أغسطس 2010 12:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قبل أكثر من عشرة أعوام حطت بنا طائرة عسكرية سودانية فى جوبا درة جنوب السودان، بينما كانت المعارك لا تزال دائرة ومشتعلة بين شمال السودان وجنوبه، قضينا عدة ساعات فى عاصمة الجنوب المدمرة التى تقتات على الحرب والدم والدمار، عدنا بعدها إلى الطائرة التى ارتفعت فى عنان السماء بينما طلقات المدفعية والصواريخ تلاحقها.

ولى زمن الحرب ودخل الشمال والجنوب فى مفاوضات انتهت باتفاق سلام، وشبه حكم ذاتى، حيث نشأت حكومة لجنوب السودان، يحكمها فعليا الحركة الشعبية، ولم تعد جوبا عاصمة للحرب فقط، وإنما فتحت أبوابها للتنمية، لكنها تستعد فى الوقت نفسه لتصبح عاصمة لدولة جنوب السودان التى يتوقع ميلادها فى يناير القادم عقب استفتاء تقرير المصير فى جنوب السودان.

قبل ثلاثة أيام هبطت أول طائرة تابعة لمصر للطيران فى مطار جوبا بعد تدشين خط طيران مباشر بين القاهرة وجوبا، وحملت على متنها باقان أموم الأمين العام للحركة الشعبية، وفرمينا مكويت ممثل حكومة جنوب السودان فى القاهرة، ووفد من جامعة الإسكندرية ذهب إلى هناك لتسلم أرض فى جوبا سيقام عليها فرع لجامعة الإسكندرية فى جنوب السودان.

وقد يرى البعض أن تدشين هذا الخط الجوى بين القاهرة وجوبا هو اعتراف من القاهرة بأن الجنوب فى طريقه للانفصال عن شمال السودان، أو ربما تكريس لهذا الفصل، لكن الحقيقة هى أن الجنوب قد انفصل على الأرض قبل الاستفتاء بسنوات، حتى إن الساسة الشماليين فى السودان لم يعد لديهم أية شكوك فى أن الانفصال قادم لا محالة.

ورغم أننى لم أكن على متن تلك الطائرة المدنية المصرية التى هبطت فى جوبا، كما كنت من قبل على متن طائرة عسكرية سودانية فى زمن الحرب، فإن الدولة المصرية عليها التعامل مع قضية انفصال الجنوب باعتبارها حقيقة، بما يعنى ذلك من إقامة علاقات مميزة مع حكومة وشعب جنوب السودان، خاصة أن العلاقات ليست جديدة، وإنما قديمة وتاريخية.

صحيح أن شمال السودان هو الأقرب إلينا بحكم اللغة والدين، لكن مصر لم تكن بعيدة عن جنوب السودان فى أى وقت من الأوقات، كما أن المصالح العليا للدولة المصرية تقتضى الحفاظ على علاقات مميزة مع شمال وجنوب السودان، وفى الوقت نفسه العمل على استمرار العلاقات بين شمال وجنوب السودان.. ففى هذا مصلحة مصرية وسودنية.. شمالية وجنوبية.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة