محمد حمدى

مباشرة.. غير مباشرة!

السبت، 21 أغسطس 2010 12:08 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما هو الفرق بين المفاوضات المباشرة.. والمفاوضات غير المباشرة؟

سؤال لا بد من طرحه بعد الإعلان الأمريكى أمس فيما يشبه الانتصار عن إطلاق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرئيليين فى الثانى من سبتمبر بالولايات المتحدة، على ألا تزيد مدة التفاوض عن عام، وتشمل كل القضايا.

ومباشرة حسب المفهوم الأمريكى الجديد تعنى اأن يجلس الطرفان معا للتفاوض، دون تدخل من أحد، على أن يتدخل المسئولون الأمريكيون إذا تعرقلت المفاوضات أو وصلت إلى طريق مسدود.

أما المفاوضات غير المباشرة أى التى يجريها وسيط بين غريمين أو طرفين متخاصمين من أجل التوصل إلى اتفاق على مبادئ أو حلول أولية تمهد لجمع الأطراف على مائدة تفاوض واحدة.

فمثلا كانت بين سوريا وإسرائيل مفاوضات غير مباشرة برعاية تركية، حيث كان الوفدان السورى والإسرائيلى يجلس كل منهما فى فندقه بينما الوسيط التركى يتنقل بين الجانبين، فى محاولة لتهيئة الأجواء والاتفاق على اسس التفاوض المباشر بينهما.

أما فى القضية الفلسطينية فمصطلح مفاوضات غير مباشرة هو أغرب وصف يمكن إطلاقه على ما سيجرى فى سبتمبر القادم، فالفلسطينيون والإسرائيليون يتفاوضن منذ 17 عاما بشكل شبه منتظم، منذ مفاوضات أوسلو السرية التى أسفرت عن اتفاق أوسلو، وهو ما أدى إلى إقامة سلطة فلسطينية لأول مرة فى التاريخ.

ومنذ نشأت هذه السلطة لم تتوقف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين حتى فى ذروة التوتر والتصعيد العسكرى بينهما، كان بعض المسئوليين من الجانبين يلتقيان لفض الاشتباكات، ومحاولة التغلب على العقبات.

ومن المعروف والمفهوم أن الفلسطينيين والإسرائيليين تفاوضوا من قبل عشرات المرات فى أوسلو والقاهرة وشرم الشيخ والأردن وكامب ديفيد، وغيرها ووضعوا الكثير من النقاط فوق الحروف، ويفترض أننا وصلنا إلى قضايا الحل النهائى وأبرزها الحدود والللاجئين ووضع القدس.. كان يفترض أن تنجز منذ سنوات، وقطعت خطوات لعل أبرزها ما تم فى كامب ديفيد الثانية عام 2000، حينما تم التفاوض على القدس بالشبر وما فوق الأرض.. وما تحتها.

ورغم أن قرار مجلس الأمن 242 واضح وصريح وهو مرجعية أى مفاوضات تجرى بين الجانبينن فإننا أصبحنا نتجاهل هذه المرجعيات ونضيف إليها تقرير ميتشل وخطة تينت، وخارطة الطريق، وإعلان بوش، وخطاب الرباعية، وتعهدات أوباما، حتى أننا تهنا فى الخطط الأمريكية المتعددة التى تراكمت حتى صنعت جبلا فوق مرجعية القرارات الدولية، وأصبحنا فى حاجة لمباشرة وغير مباشرة للتنقيب عن السلام وسط جبل المصطلحات الأمريكية.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة