صبرا يا جماهير الأهلى

أعرف أن صوت العقل قد يغيب الآن، وستعلو أصوات تطالب بالانتقام، ورد الصاع صاعين، بعد الاعتداء الذى تعرضت له حافلة فريق النادى الأهلى وإصابة لاعبين من جراء الحجارة التى كسرت زجاج الحافلة، لكن هذا هو وقت العقل وليس الانتقام.

الأهلى فى الجزائر للعب مباراة فى كرة القدم مع شبيبة القبائل، والتعرض لإعتداء خارج عن الروح الرياضية ينبغى التعامل معه وفقا لقوانين الاتحاد الأفريقى لكرة القدم، وهو ما فعله الأهلى الذى تقدم بشكوى رسمية، وطلب من مراقب المباراة إثبات ما حدث.

وقد تحلت إدارة الناديين بالكثير من العقل والحكمة، فحسن حمدى رئيس النادى الأهلى قال للصحفيين المصريين المرافقين لبعثة الأهلى أن ما حدث حادث فردى ينبغى التعامل معه فى حدوده، وذهب رئيس نادى شبيبة القبائل إلى مقر بعثة الأهلى وقدم اعتذارا للفريق.

الشغب والخروج عن الروح الرياضية أمر يمكن أن يحدث فى الجزائر، أو فى اى بلد أخر، ولا ينبغى التعامل مع الحادث على أنه ثأر من الجماهير الجزائرية على الاعتداء على بعثة فريقهم الوطنى فى القاهرة، لأن هذا لن يقودنا إلا لمزيد من الثأر المتبادل، وفى النهاية تفقد الرياضة معناها وسنجد مصر والجزائر معا يدفعان الثمن ليس فقط على حساب العلاقة بين البلدين، وإنما حينما يتعامل الاتحاد الدولى مع البلدين بشكل حازم ويمنع إقامة مباريات دولية فى ملاعب البلدين.

من حق جماهير الأهلى- وأنا واحد منهم- أن نغضب لما تعرض له فريقنا، لكن فى الأهلى إدارة واعية ومحترفة وهى تعرف كيف تتعامل جيدا مع كل حدث فى حدوده، وكل ما أرجوه من جماهير الأهلى أن تتحلى بالصبر، وتفوض إدارة الفريق فى التعامل مع هذه الأحداث، ولا تتعامل الجماهير مع المباراة القادمة لشبيبة القبائل فى القاهرة على أنها موقعة حربية، وإنما مباراة فى كرة القدم.

وإذا أردنا رد الاعتداء فليكن الرد فى الملعب، بالانتصار فى كرة القدم، وليس خوض مباراة فى البلطجة، أو العنف، ولنضع نصب أعيننا أن الشغب فى الملاعب لا يأتى بالبطولات، وهو ليس له علاقة بالعزة والكرامة، الانتصار وحده والفوز ببطولة رابطة الأندية الأبطال الأفريقية هو ما سيحفظه التاريخ، وسيبقى فى السجلات، أما الحجارة فلن تعود علينا بشىء.

الأهلى صاحب الأرقام القياسية فى أفريقيا، ولن نرضى بعد الاعتداء على فريقنا سوى ببطولبة جديدة تزين خزائن الأهلى ومصر، فلتصبر جماهير الأهلى وليكن الرد فى الملعب فوز وبطولة هذا هو ردنا وهذا هو عين العقل.