سعيد شعيب

هنا القاهرة

الأربعاء، 07 يوليو 2010 11:57 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من المرات القليلة التى لا أسمع فيها بالإذاعة أسئلة من نوع: إنجازات حضرتك عظيمة، إيه رأيك؟ أو اهتمامك غير عادى بمطالب الجماهير.. إيه رأيك يا فندم؟

فقد فوجئت بأسئلة حقيقية فى برنامج "هنا القاهرة" الذى تبثه إذاعة البرنامج العام، بمذيعين أكفاء بذلوا جهدا فى مذاكرة الأسئلة التى وضعها لهم الإعداد، بالإضافة إلى مذاكرة المتاح من المعلومات عن القضية التى يناقشونها، والمسئول الذى يحاورونه.

وهذا يعيد الاعتبار لمهنة الصحافة، فالصحفى عمله الأساسى هو السؤال، فهو يتوقع الأسئلة التى يريد الناس معرفتها ويوجهها للمصادر، وهذا يمكن المجتمع من معرفة ما يدور فى كل مؤسسات الدولة، ومن ثم يمكنه من مراقبتها، واتخاذ القرارات الصحيحة للتطوير.

هذا يختلف بالطبع عن صحافة: "حضرتك عظيم يا أستاذ إيه رأيك"، التى انتشرت ليس فقط فى الإذاعة ولكن فى كل الوسائط الصحفية (مطبوعة- مسموعة- مرئية- إلكترونية)، سواء كانت هذه المؤسسات قومية أو حزبية أو خاصة.

بجوار طريقة "حضرتك عظيم يا أستاذ" ، هناك طريقة أخرى انتشرت أيضا، وهى صحافة التحريض، وهنا ليس مهمة الصحفى السؤال، ولكن التحريض ضد الخصوم السياسيين. فإذا كان مؤيدا يشن حملة كراهية وتحريض ضد المعارضين. وإذا كان معارضا، فمهمته ليست السؤال طبعا، وليست مهمته أن يسأل كل الأطراف، حتى يتاح للقارئ والمستمع والمشاهد كل المعلومات، ومن ثم يتخذ القرار الصحيح، أو يتبنى الموقف الذى يراه صوابا.

ولأن المعارضة تصنع نجومية أكثر من التأييد، ستجد الكثير من الزملاء وخاصة فى الفضائيات، ليس مشغولا بالأسئلة، ولا مشغولا بمناقشة القضية مع مختلف أطرافها، أى يقوم بوظيفته ، لكنه مشغول بأن يكون "شجيع السيما" الذى يعارض ويعارض.

برنامج "هنا القاهرة" الذى يرأس تحريره الزميل أشرف أنور لم يقع فى أى من الفخين المدمرين للصحافة، ولذلك أتمنى من رئيسة الإذاعة انتصار شلبى ومن أسامة الشيخ أمين اتحاد الإذاعة والتليفزيون أن يحولاه إلى برنامج يومي، بدلا من يومى الخميس والجمعة فقط.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة