جمال العاصى

أبوريدة والملفات الشائكة

الإثنين، 05 يوليو 2010 09:31 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يبدو أن هانى أبوريدة المسؤول الرسمى الآن عن اتحاد الكرة، ليس محظوظاً نظراً لتوليه المهمة فى هذه الظروف التى أراها عصيبة، وهنا أدون لماذا أؤكد أنه ليس محظوظاً، وربما تكون المهمة قاسية وثقيلة وشديدة عليه، ليس لقلة خبراته، فنحن نعلم أن أبوريدة يمتلك خبرات إدارية كروية طويلة، ولكن للأسباب الآتية:

أولاً: ربما يتسبب قدوم هانى أبوريدة على كرسى رئاسة الاتحاد فى شىء فى نفس سمير زاهر صديقه وزميله، وهذا ما يضع هانى أبوريدة فى حرج بالغ طوال الوقت، حتى إنه فضّل وجوده وبقاءه فى جوهانسبرج لكى يستكمل عمله فى الاتحاد الدولى، ولا يكون شاهداً وموجوداً فى غمار توالى الأحداث التى أودت برئيس الاتحاد إلى منزله، وتركه كرسى الجبلاية، وحتى عندما اتصل حسن صقر رئيس المجلس القومى للرياضة بأبوريدة فى جوهانسبرج، يطالبه بضرورة الحضور إلى القاهرة لمباشرة بعض الأعمال فى اتحاد الكرة، وتسيير الأمور.. جاء أبوريدة وبمجرد حضوره، ذهب سريعاً إلى منزل زاهر، واجتمعا وظلا يتناقشان طويلاً فى كل أسباب الأزمة، وإلى أين ستكون بوصلتها واتجاهها.. ولا أخفى سراً، الـ 48 ساعة التى قضاها أبوريدة فى القاهرة قضى معظمها فى خطوط ساخنة عبر التليفون المحمول مع زاهر، حتى عندما غادر القاهرة، وفى طريقه إلى المطار، أصر أن يمر على زاهر فى منزله، ليستكملا معاً ما تبقى من حوارات، وليقدم أبوريدة يد العون والمساعدة إلى صديقه ورفيق دربه، بعدما لاحظ أن زاهر يمر بمحنة نفسية شديدة وانقلاب فى الحالة المزاجية غير مسبوق.

ثانياً: لا شك أن كرة القدم هى بداية الاستقرار لاتحاد الكرة بشكل عام والمدقق فى مباريات مونديال جنوب أفريقيا، يلاحظ أن هناك تقدماً ملحوظاً للفرق الأفريقية المنافسة لمنتخبنا الوطنى، فلا أحد ينكر الطفرة الكبرى فى صفوف منتخب غانا الذى قدم عروضاً رائعة وأداء مهارياً وفنياً وقتالياً أيضاً غير مسبوق، مع ملاحظة صغر سن لاعبى الفريق، وذلك سيمنحهم فرصا كثيرة وكبيرة فى المستقبل القادم، ويرى بعض المحللين أن غانا سيكون لها الأفضلية والمقدمة على مستوى أفريقيا فى كأس الأمم الأفريقية القادمة، ويأتى بعد غانا المستوى الكبير لمنتخب جنوب أفريقيا الذى ظهر بشكل لافت للنظر فى المونديال، ويبدو أيضاً أن تنظيم كأس العالم بجنوب أفريقيا، قد فتح شهية المسؤولين لمزيد من الاهتمام بالمنتخبات الكروية، التى يبدو أنها سيكون لها مكان ومكانة كبيرة فى السنوات القادمة.. وأيضاً لا يستطيع جاحد أن ينكر الأداء المرتفع والمفاجئ لمنتخب الجزائر، سواء على المستوى الخططى أو المهارى أو القتالى، مع ملاحظة صغر متوسط أعمار أغلبية الفريق، وكونهم محترفين فى فرق أوروبية مختلفة، مما يجعل لهم الريادة والصدارة فى كأس الأمم الأفريقية القادمة أيضاً، ويبدو أن الصراع سيكون ثلاثيا بينهم ولا ننسى أن كوت ديفوار مازالت متماسكة ويملك نجومها تغيير مواقف الفريق فى أى لحظة، وأمام أى منتخب أفريقى، ولذا فيرى البعض أن الكرة لن تخدم أبوريدة، لأن منتخبنا شاخت قوته الأساسية وبات نجومه فى مفترق الطرق ،أو فى طريقهم إلى مقاعد الاعتزال، ولا نملك فى الوقت الحالى بدائل قوية، تملأ فراغ وائل جمعة، والحضرى وأبوتريكة، وبركات، وعمرو زكى، ومحمد شوقى، وسيد معوض.

ثالثاً: هناك ملفات كثيرة مسكوت عنها فى اتحاد الكرة كانت نجاحات كرة القدم تغمض العيون عنها.. أو بمعنى آخر، جاء فوز منتخبنا بكأس الأمم الأفريقية سواء فى غانا أو أنجولا، ليلهى المسؤولين تماماً عن فتح هذه الملفات، أو معالجة الأخطاء، أو عدم الاقتراب منها، فمثلاً لم يحسم أحد قضية الهيكلة الإدارية لاتحاد الكرة، رغم أن محمود طاهر عضو مجلس الإدارة قدم مشروعاً مطولا،ً ولم يتم تنفيذه نظراً لوجود حساسيات كثيرة وتشابكات معقدة، يقودها بعض أعضاء المجلس لحساب بعض الموظفين.. وهناك ملف تنتظره الجمعية العمومية بفارغ الصبر، بعد اقتراب انتهاء التعاقد مع وكالة الأهرام كراعٍ رسمى لمباريات اتحاد الكرة.. وربما يكون هذا الملف شائكا ومتعباً لهانى أبوريدة، نظراً لأن البعض ينتظر زيادة كبيرة فى الاتفاق القادم لشعور الأندية أن العقد السابق والبالغ 36.5 مليون جنيه كان أقل كثيرا من المتوقع.. وهناك ملفات أقل سخونة، ولكنها مهمة أيضا مثل تعاقدات مباريات المنتخب الودية.
وعموماً إذا كنا نتمنى الخير لأبوريدة فى تسلمه المهمة فى هذه الظروف الصعبة، فإننا ربما نقول: إن زاهر قد حالفه الحظ أيضاً لأنه ترك أو أجبر على ترك المهمة فى هذا التوقيت.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة